تمثل الأب والأم معا.. «ام سيد» سيدة ستينية تبيع الخبز في شوارع بني سويف: “بشتغل 16 ساعة علشان اكلها بالحلال”

في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها المجتمعات، خلقت المرأة المصرية لكسر كل الحواجز وتخطي كل الصعاب، فأصبحت تقوم بجميع المهام، واستطاعت أن تحصل على دور الأب في غيابه، فهي الأم والعاملة والمربية، فهي رمز لمستقبل مشرق.
ورغم الأجواء الفقيرة الشعبية يولد كفاح الأم المصرية، لتظهر بقوتها وشجاعتها في مواجهة الظروف الصعبة “أم سيد” المرأة الستينية، التي استطاعت أن تكسر كل الحواجز من أجل تربية أبنائها، فكانت لهم الام والاب معا.
في أحد شوارع محافظة بني سويف وبالتحديد منطقة ‘الأباصيري” التقى “الموطن” بتلك السيدة البالغة من العمر 65 عاما، تعمل بائعة خبز على إحدى العربات.

وفاة زوج ” أم سيد “
في البداية أكدت “ام سيد” أن زوجها متوفي منذ 17 سنة، ولم يترك لها سوى معاش لم يتعدى 2000 جنيه، وأنها تعمل قبل وفاته لمواجهة ظروف المعيشة الصعبة، تلك السيدة تعمل منذ 45 عاما.
تربية الأبناء
استطاعت الأم المصرية “أم سيد” أن تربي اولادها الاربعه، وأيضا قامت بتربية أيتام فكانت لهم الأب والأم معا، وأضافت أيضا أنها من خلال بيع الخبز أعانها الله وقامت بتشييد بيت لأولادها، وزواجهم وحج بيت الله.

مسيرة حياتها
وقالت أنها تقوم بإخبار الناس بأن زوجها يظل على قيد الحياة، وأنه يعمل لعدم الطمع بها و بأولادها، وأنها تعمل كل شيء بنفسها، ولم تطلب مساعده من أحد، وربت أولادها بالمال الحلال، وأن تربيه أبناء زوجها اليتامى حفظها من غدر الزمن، فلقبت بـ الأم المثالية.
كفاح المرأة المصرية
وأضافت أنها تبيع الخبز لمجموعة من الأفران، وأنها تقوم بشراء الخبز بسعر ثلاثة جنيهاً وبيعه بأربع جنيهات، وأن بيع الخبز أفضل بكثير من” مد اليد للناس” وأن القليل يبارك الله فيه، وأن من يتق الله يجعل له مخرجا.
وصرحت أيضا أن هذه العربة لم تكن ملكا لها، وأنها تابعه للفرن وأنها يوميا تدفع إيجارها، وتابعت أنها وهبت نفسها وصحتها للمساجد.

ساعات العمل
تستيقظ تلك السيده في الصباح الباكر، لمواجهة ظروف الحياة والعمل من الساعه 8:00 صباحا حتى 2:00 صباحا، فهي تحمل يوميا الخبز على عربة وتقوم بالسير على أقدامها في جميع الشوارع باحثه عن قوت يومها.
تلك المرأة المصرية ضربت أروع الأمثلة في التضحية، وتحدي تلك الصعاب، وقهرت المشاكل، فأصبحت نموذج مشرف للأم المصريه واستطاعت أن تقوم بدور كبير من تربية أبنائها وأبناء زوجها وتعليمهم حتى زواجهم.
مع أن الجميع يعلم بسوء معاملة زوجة الأب لأبناء زوجها، إلى أن تلك “السيدة” غيرت الفكره عن زوجة الأب، فهي عاملت أبناء زوجها كأحد أبنائها، ولم تفرق في المعاملة بينهم وبين أبنائها، فقامت بتربيتهم وزواجهم ايضا.
“أم سيد” تلك المرأة المكافحة من أجل أبنائها، ما زال حنانها وعطائها مستمر لأبنائها وأحفادها، فهي عصب المجتمع، والنواه الأولي لأسرتها، فلها كل الشكر والتقدير لدورها العظيم.
فتجسد “أم سيد” قدرة المرأة المصرية على تحمل المسؤولية، وأن للمرأة دور كبير في المجتمع، فتلك السيدة استطاعت أن تقوم بمهام لم يستطيع الرجال القيام بها، وربت أبناءها بمال حلال، ولم تلجأ لأحد، وسعت في الأرض، فاختلف مسار حياتها، فهي لم ترى سوى تربية أبنائها ورضا ربها، فلم يعد لها وقت لنفسها ولا لراحتها، فكان لأبنائها الأولوية الأولي.