تعودنا أن تكون هذه المهنة من نصيب الرجال، ولكن في شعبنا المصري الذي خرج منه فدائيات ضد العدوان الثلاثي في احد العصور، وإذ تأتي فتاة كسرت كل الحواجز من أجل الحصول على مستوى معيشة أفضل في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها أبناء الجيل الحالي، وفي ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لدى الجميع وكي تعيش بالحلال صارفة النظر عن كثيراً من العادات والسلوكيات الخاطئة والتي تجلب مالاً وفير، حيث ضربت اروع الأمثلة في الكفاح والطموح والذي ستتعرفون عليه في السطور التالية..
في احد شوارع محافظة بني سويف، وتحديدا 46 شارع بورسعيد “شارع المدارس” التقى موقع «الموطن»، بفتاة تبلغ من العمر 27 عاما، تعمل بمهنة شاقة تتطلب جهدا بدنيا كبيرا وهو عملها في محل تغيير زيوت السيارات، والمعروف عن هذه المهنة أنها رجال في الأساس ولكن لم يقف ذلك عائقا امام تلك الفتاة المثابرة الطموحة وواجهت صعوبات الحياة لتأكل لقمة عيشها بالحلال.
إنها فتاة عشرينية تدعى «احلام محمد عامر»، والتي اختارت أن تعمل كعاملة في محل تغيير زيوت السيارات، لتساعد نفسها ووالدها ليحيوا حياة أفضل، فهي تعيش من قوت مهنة شاقة لا يقوى عليها ولا يتصف بها سوى الرجال، حيث أوضحت أحلام أن والدها يشجعها على العمل وأنها تسانده يد بيد، واشارت ان بالتعود أصبح العمل بهذه المهنة لم يعد شاق، أنها مهنة لم تقتصر على الرجال فقط، وأن العمل لا يفرق بين شاب وفتاة.
عملها السابق
وأضافت الفتاة الطموحة، أن العمل بهذه المهنة افضل من من”مد اليد للناس”، مشيرة الى انها اصغر اخواتها وأن والدتها ربة منزل ووالدها بالمعاش، وأكدت” أحلام” أنها حاصلة على دبلوم فنى، وتعمل منذ خمس سنوات بإحدى سناتر التجميل ثم اصبحت تعمل منذ خمس اشهر بهذه المهنة، وذلك من أجل تجهيز نفسها كفتاة في سن الزواج وكما تساعد أيضاً اهلها في المنزل ومصاريفه،
مواعيد العمل
حيث انها تستيقظ الساعة الثامنة صباحا للتوجه للعمل، موضحة الى ان مواعيد العمل في رمضان تختلف فهي تعمل من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة الرابعة عصرا، وتداوم عملها خلال طوال العام من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة عصرا
مواجهة المجتمع
وأشارت أن نظرات الناس الصادمة لم تكن سهلة خاصة عندما رأت نظرات الاستغراب والتعجب من عملها في مهنة “رجالية” وواجهة ايضا بعض المضايقات من بعض الناس، لكنها لم تسمح لأي شيء أن يقف في طريقها، ولا تلتفت إلى كلامهم بل زادت إصراراً على عملها واضعة مقولة «الشغل مش عيب نص عينيها»، وعلقت: “في بداية الامر واجهة رفض من المجتمع لانها فتاه، ولكن بعزيمتها وآثارها أكدت أن هناك الكثير من الفتيات يعملن بأكثر من مهنة لمساعدة أنفسهم وعائلاتهم”.
فتاة بني سويف الطموحة
و أكدت “أحلام” على أنها مع مرور الوقت، اكتسبت احترام الجميع حيث انهم ادركوا قوتها وعزيمتها، فهي لم تكن مجرد عامله، بل كانت رمزا للفتاة القوية المستقلة، فهي لم تستسلم للظروف وسعت إلى كسر القيود وتحقيق الاستقلال و من بين عشرات المحلات، استطاعت هذه الفتاة المصرية، أن تصبح الأولى والوحيدة تعمل في محل تغيير زيوت السيارات.
أقدمية المحل وشهرته
وصرح أيضا صاحب المحل “عمر احمد عبد الصبور” أنه قد ورثه عن اجداده، وأن المحل يعمل منذ حوالي أكثر من قرن، بالإضافة إلى أنه يوجد فرع آخر في “العلالمة” شرق النيل ببني سويف، ويوجد به العديد من انواع زيوت السيارات(زيت محرك تقليدي، زيت محرك صناعي، زيت محرك شبه صناعي) حيث يتراوح أسعار الزيوت من 50 الى 490 جنيها، ويتراوح أيضا أسعار الشحم ما بين 15 الى 120 جنيها .
2 تعليقات