هشام جمال يكتب: السد العالي.. حصن الأمان وإرث عبدالناصر الخالد في ذكرى رحيله

في ذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، يظل السد العالي شاهدًا حيًا على إرادة المصريين وقدرتهم على مواجهة التحديات الكبرى. هذا الصرح العملاق، الذي يبلغ عمره 54 عامًا، نجح في استيعاب أكثر من 15 مليار متر مكعب من مياه النيل التي دخلت إلى مصر، ليبقى حصنًا من حصون الأمان للشعب المصري.
مخاوف الفيضانات.. والسودان يدفع الثمن
مع تزايد الأنباء حول غرق أجزاء من الأراضي السودانية بفعل الفيضانات الناتجة عن الفتح المفاجئ لخزانات سد النهضة في إثيوبيا، ارتفعت المخاوف من احتمال تكرار نفس السيناريو داخل مصر. لكن الحقائق تؤكد أن المصريين في مأمن بفضل السد العالي.
كيف حمى السد مصر؟
وجود السد العالي في محافظة أسوان كفيل بامتصاص أي زيادات مفاجئة، سواء في ارتفاع منسوب المياه أو قوة تدفقها، وهو ما خلق أزمة كبرى في السودان. السد لم يكن مجرد مشروع هندسي، بل كان رؤية استراتيجية بعيدة المدى لحماية مصر وتأمين مستقبلها المائي.
الإنذار الأحمر في الخرطوم
إعلان وزارة الري السودانية حالة “الإنذار الأحمر” بعد تجاوز منسوب المياه بالخرطوم 17 مترًا يهدد السودانيين فقط، إذ إن هذا المستوى يتجاوز حاجز الخطر لديهم. أما المصريون، فيبقون محميين بفضل عبقرية تصميم السد العالي وقدرته الاستيعابية.
السد العالي.. رؤية تتجاوز الزمان
إنه درس جديد يؤكد أن رؤية عبد الناصر كانت أبعد من عصره، وأن إنجازه الخالد ـ السد العالي ـ سيظل أحد أعمدة الأمان لمصر وشعبها أمام أي أزمة أو تهديد.