حرب وطن ضد الشابو.. سمّ العصر الذي يحرق العقول ويهدم البيوت

الشابوه.. القاتل الصامت الذي يفتك بشباب مص
في صمت قاتل، ينتشر مخدر “الشابوه” أو ما يُعرف بـ”الكريستال ميث” بين أوساط الشباب كالنار في الهشيم، محولًا حياة الكثيرين إلى مأساة حقيقية. لا يقف خطر هذا المخدر عند حدود الفرد فقط، بل يمتد ليهدد الأسر، وينخر في جسد المجتمع، ويشكل تهديدًا مباشرًا لمستقبل الوطن.
ما هو الشابوه؟
الشابوه أحد أخطر أنواع المخدرات الحديثة، يصنع في معامل سرية ويباع بأسعار مرتفعة، لكنه يُغري ضحاياه بجرعات صغيرة مدمرة. بمجرد أن يتسرب إلى جسد الإنسان، يهاجم الجهاز العصبي مباشرة، فيفقد المتعاطي القدرة على التحكم في تصرفاته ويصبح عبدًا لجرعة تقتله ببطء.
شهادة صادمة
تروي والدة أحد المدمنين قصة مؤلمة:
“ابني كان أمل البيت كله… شاطر وطموح، لكن دلوقتي بيدور على أي حاجة يبيعها عشان يشتري الجرعة. الشابوه خطف روحي معاه قبل ما يخطفه.”
أرقام مرعبة
ارتفاع نسب الإدمان على الشابوه في بعض المحافظات بنسبة 30% خلال عام واحد.
زيادة معدلات السرقة والعنف كنتيجة مباشرة لبحث المدمن عن المال.
مراكز علاج الإدمان تستقبل مئات الحالات شهريًا، معظمها من فئة الشباب بين 18 و30 عامًا.
جهود الدولة في المواجهة
حملات أمنية: تكثف الأجهزة الأمنية مداهماتها لضبط مروجي السموم وإغلاق أوكار التوزيع.
برامج علاجية: خصصت الدولة الخط الساخن (16023) لتقديم علاج مجاني وسري للمدمنين دون مساءلة قانونية.
تشريعات رادعة: تفرض القوانين عقوبات تصل إلى الإعدام بحق تجار ومروجي الشابوه.
المجتمع.. خط الدفاع الأول
المعركة ضد الشابوه لا يمكن أن تكسبها الدولة وحدها. الأسرة مطالبة باليقظة وملاحظة أي تغيرات سلوكية على الأبناء، بينما تحتاج المدارس والجامعات إلى حملات توعية مكثفة. كما أن دور الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني لا يقل أهمية، من خلال توفير الدعم النفسي، وإتاحة أنشطة مفيدة تبعد الشباب عن طريق الإدمان.
رسالة أمل
ورغم خطورة المشهد، يبقى الأمل قائمًا. الوعي، والتعاون بين الدولة والمجتمع، والإصرار على إنقاذ الشباب من براثن هذا السم القاتل، هي مفاتيح
النصر في معركة “حرب الوطن ضد الشابوه”.