منوعات

بـ كرسي متحرك.. «روفيده» طالبة بإعلام بني سويف تصنع من إعاقتها قصة نجاح مثالية

الإعاقة ليست عيبا، بل هي تنوع بشري يضفي على حياتنا جمالاً خاصاً، تلك الجملة طبقتها الطالبة “روفيده” ابنة محافظة بني سويف، التي استطاعت أن تكسر حاجز النظرة الخاطئة للإعاقة، فهي لم تركز على الأشياء التي تعوقها بل فعلت ما بجهدها لتصبح قادرة على ممارسة حياتها بشكل طبيعي مثلها مثل أي طالب.

فرغم ما يشهده العالم تطورات هائلة، ما زال الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يواجهون العديد من التحديات التي تؤثر على اندماجهم الكامل في المجتمع،فهم يواجهون تحديات جمة قد تؤثر على مسيرتهم، فالاشخاص ذوي الهمم في مجتمعنا يتحدون الإعاقة قادرين على تغلبها بالإصرار والعزيمة صانعين قصص النجاح

فهؤلاء الأشخاص قهروا ظروفهم الصعبه وحققوا إنجازات عظيمة، فحياة بعض العباقرة تختلف عن حياتنا فالكثير منهم كانوا مكفوفين أو من ذوي الاحتياجات الخاصة ولكنهم اثبتوا للجميع أن الإعاقة هي إعاقة الفكر وليس إعاقه الجسد، فالنجاح لا يقاس بقوة الجسد، بل بما يمكننا إنجازه بعقولنا، والإعاقة سواء كانت ذهنية أو جسدية أو حسية هي ليست عائق يمنع صاحبه من الوصول إلى هدفه

الموطن

ولتسليط الضوء أكثر على هذه الفئة في مجتمعنا التقى «الموطن» بفتاة تبلغ من العمر 18 عاماً تدعى رفيده وهي طالبة بالفرقة الأولى بكلية الإعلام جامعة بني سويف، وقد ولدت بإعاقة جسدية جعلتها قاصرة عن الحركة، ولكن طفولتها كانت تختلف عن أي شخص آخر، كان لدى روفيده قناة على اليوتيوب تقدم بداخلها محتوى مسلي للأطفال، بالاضافة إلى براعتها في المونتاج، كانت تشغل أوقات فراغها بالأعمال اليدوية ” كروشيه” فأصبحت طالبه متميزه.

نموذج مشرف لذوي الاحتياجات الخاصة
نموذج مشرف لذوي الاحتياجات الخاصة

الرضا بالقدر

قالت روفيده “أعيش وكأني لم ينقصني شيء، أشعر بأنني كامله فلم أشعر بأي تنمر من قبل أصدقائي، ومصدر قوتي أهلي ومعلميني وما زالوا يشجعوني، فهم مصدر نجاحي، طموحي أن أرتقي بالتعليم العالي، وكان حلمي الإلتحاق بكلية الإعلام”

وأضافت أن والدها توفي منذ ثلاثة أشهر، وأنه كان يعمل مهندس في إحدى الشركات المصرية للاسمنت، وأنها تعيش مع والدتها، فهي الابنة الوحيدة لأبويها، تلك الفتاة أصبحت نموذج مشرف لجيلها، وأكدت أن والدتها هي المسؤولة عن ذهابها وعودتها في جميع مراحلها التعليمية، وأن والدتها هي أكبر مكسب في الحياة فبدونها لا حياة لها وأنها شريكتها في هذا النجاح.

روفيده منذ أن كانت طفلة
روفيده منذ أن كانت طفلة

تخطي التحديات

فقد استطاعت روفيده، بدعم من عائلتها ومجتمعها، أن تتغلب على جميع الصعوبات وتحقق حلمها في الوصول إلى النجاح، فالظروف التي مرت بها لم تكن عائقا أمام تحقيق غايتها، وبفضل ذكائها وإصرارها، تمكنت من التفوق والوصول إلى حلمها.

وبالحديث مع والدتها قالت” روفيده منذ طفولتها وهي نابغة في الدراسة لم يكن تفكيرها سطحي مثل الأطفال، ولم أشعر بثقل مسؤوليتها وجودها دفى في  المنزل، وأن حماسها وتفاؤلها أحد الأسباب الأساسية الذي دفعني لتعليمها.

الموطن
الإعاقة ليس عيبا

تضحية أم

وصرحت أنها كانت تعمل مدرسة بإحدى المدارس، لكنها قدمت استقالتها للتفرغ لتربية ابنتها، فكانت تستيقظ في الصباح الباكر لمساعدة ابنتها في الذهاب إلى المدرسه ثم العوده إلى المنزل لتقوم بمهامها كأم، وفي نهاية اليوم الدراسي تذهب للمدرسه للرجوع هي وابنتها لمأواهم، تلك السيدة التي اختارت ابنتها ورافضه كيانها، يطلق عليها ام مثاليه مكافحة كانت الأب والأم معا.

فالأم لم تتردد في التخلي عن أحلامها وطموحاتها الشخصية من أجل توفير حياة أفضل لابنتها، فكانت تمثل السند والعون لابنتها في جميع مراحل حياتها، للتغلب على الصعوبات التي تعيق حركتها

نحن بحاجة إليهم 

وأشارت الوالدة إلي أنها لديها قناة على اليوتيوب تقدم بداخلها محتوى طبخ، وأيضا إلى أنها بحاجه إلى رفيده فهي تساعدها في كثير من المهام، وأيضا تصورها وهي تطبخ ثم بعد ذلك تقوم بعمل مونتاج على الفيديوهات، بالاصرار والعزيمة يمكن لأي شخص تحقيق أحلامه والتغلب على الصعوبات.

روفيده من أمام كلية الإعلام ببني سويف
روفيده من أمام كلية الإعلام ببني سويف

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى