صفقة معادن لإنهاء الحرب: مبادرة أمريكية لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا عبر الثروات الأوكرانية

تقترب أوكرانيا والولايات المتحدة من توقيع اتفاقية استراتيجية تهدف إلى تطوير الموارد المعدنية في أوكرانيا، وذلك بعد تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات التي استمرت لأشهر. ومن المتوقع أن يتم توقيع الاتفاق في وقت لاحق اليوم، بالوصول مع زيارة النائبة الأولى لرئيس الوزراء الأوكراني، يوليا سافيريدينكو، إلى واشنطن اليوم.

أبرز بنود الاتفاقية:

صندوق استثمار مشترك
يتضمن الاتفاق إنشاء صندوق مشترك للاستثمار في قطاعات التعدين والطاقة والتكنولوجيا، بهدف دعم التنمية الاقتصادية وإعادة إعمار أوكرانيا.

مساهمة أوكرانية بنسبة 50%
ستلتزم أوكرانيا بتقديم 50% من عائداتها المستقبلية من الموارد الطبيعية، بما في ذلك المعادن الأساسية والنفط والغاز، لصالح هذا الصندوق.

المساعدات الأمريكية
ستقتصر مساهمة الولايات المتحدة على المساعدات العسكرية المستقبلية، دون احتساب الدعم السابق، وهو ما كان موضع خلاف خلال المفاوضات السابقة.

التحكم في البنية التحتية
تشمل الاتفاقية بنودًا تتيح السيطرة الأمريكية على خطوط السكك الحديدية، الطرق، المطارات، الموانئ، وخطوط الأنابيب، إلى جانب مصانع المعالجة والمصافي الحيوية في أوكرانيا.

انتقادات 

غياب الضمانات الأمنية
أثارت مسودة الاتفاق المقدمة من الجانب الأمريكي قلقًا واسعًا، إذ لم تتضمن أي ضمانات أمنية لأوكرانيا، كما ألزمت الأخيرة بإيداع كامل إيرادات الموارد في الصندوق المشترك.

ملكية المنشآت النووية
تضمن الاقتراح الأمريكي بندًا مثيرًا للجدل يسمح بامتلاك منشآت نووية أوكرانية، ما اعتُبر من قبل مسؤولين ومواطنين تهديدًا مباشرًا للسيادة الوطنية.

الضغوط الأمريكية
حاولت واشنطن ربط توقيع الاتفاقية بإمكانية استرداد المساعدات السابقة، مما وضع كييف تحت ضغوط إضافية في ظل ظروفها الاقتصادية المتدهورة.

ردود الأفعال:

في الولايات المتحدة
أعرب بعض أعضاء الكونغرس عن قلقهم من أن الصفقة قد لا تكون في مصلحة أوكرانيا، خاصة في ظل تقديرات غير دقيقة لحجم ثرواتها المعدنية.

في الداخل الأوكراني
أبدى سكان المناطق الغنية بالموارد قلقهم من استغلال خارجي لموارد البلاد دون تحقيق فوائد حقيقية للمواطنين. فيما شدد مسؤولون أوكرانيون على ضرورة احترام السيادة وعدم تعارض الاتفاق مع التزامات أوكرانيا الأوروبية.

التوقعات المستقبلية:

رغم التحديات، تمثل الاتفاقية خطوة محورية في مسار إعادة إعمار أوكرانيا وتعزيز شراكتها مع الولايات المتحدة. غير أن نجاحها يتوقف على التوازن بين تحقيق الفوائد الاقتصادية وضمان الشفافية واحترام السيادة الوطنية، إلى جانب ضمان وصول العوائد إلى الشعب الأوكراني.