النواورة تشكو… “بنشرب ملح والمواسير فيها صدأ” وشركة المياه ترد

في أقصى جنوب مركز البداري بمدينة أسيوط حطت رحال “الموطن” على أرض قرية النواورة أكبر قرى المركز مساحة وتعدادا للسكان لبحث مشكلات أهالي القرية ومناقشة متطلباتهم
مشكلات مياه الشرب تصدرت المشهد في حديث شكوى الأهالي الذين بثوا شكواهم عارضين مطالبهم عبر التحقيق التالي:
مالحة
“مشكلة مياه الشرب إن تقريبا أهالي النواورة عندهم حصوات من المياه المالحة”، هكذا بدأ صابر السيد، صانع محتوى ومبرمج مواقع، عرض شكواه مستأنفا حديثه قائلا: مشكلة مياه الشرب في قرية النواورة أنها مياه لا تصلح فهي مياه مالحة جدا “البلد حضرتك بقى عندها حصاوي على الكلى من الميه”، وطالبنا كثيرا بتحويل الخط إلى محطة مياه تل زايد وحضرت إلى القرية لجنة معاينة “ونزلوا مشروع تغيير البوستر في قرية في مزاد عني ورسي على مقاول وده من شهر 7 /2023 ومحصلش حاجة”.
بعد صمت استغرق ثوانٍ معدودة اخترقته تنهيدة رفض لحال القرية عاد إلى حديثه موضحا: الوضع حاليا أصبح أصعب من الأول “ميه والله العظيم لاتصلح أبدا ملوحة الميه في الطعم وفي التحليل الاثنين”، والمزاد الخاص بتغيير البوستر “اخده مقاول من شهر 7 السنة الماضية ولحد الآن مفيش جديد”.
صدأ
صوت جديد من أهالي النواورة يبدأ في بث شكواه مكملا على حديث سابقيه، فيوضح عرفات عدلي، مسؤول الجودة واللامركزية بإداة البداري التعليمية حال المياه في بلدته قائلا: قرية النواورة تعاني من مشكلة المياه فالمياه هنا أسوء مما تتخيلون فبها نسبة أملاح عاليه جدا المياه سيئة للغاية.
وكأن حال معاناة سكان النواروة انعجن بملامح وجهه أثناء حديثه وغلف نبرة صوته في الحديث ليتابع قائلا: “النواورة كلها مفيش حد بيستخدم الميه سواء للشرب أو للطبخ الكل معتمد على الفلاتر أو الآبار الارتوازية المواسير من 1980 ما تغيرتش”، فالمواسير اسبستيوس وليست بلاستيك ونسبة الصدأ عالية بها ونسبة الكلور عالية أيضا في المياه والطعم به ملوحة.
بنشرب ملح
محمود حواس مدير مدرسة، يسرد حال مياه الشري بين ربوع قريته بقوله: نسبة الملح والمنجنير عالية عند تحليل المياه كما أن المياه ضعيفة “بنشرب ملح”، فلدينا ضعف مياه ونسبة الأملاح عالية جدا وكذلك نسبة المنجنيز “الطعم مش كويس والمشروبات كلها فيها طعم الملح والمواسير اسبستيوس ” والمطلوب توصيل خط كبير على محطة تل زايد
اسبستوس
تسللت شكوى المياه أيضا إلى عزب النواورة ليعلو صوت جديد يشكو حال مياه الشرب من عزبة عمرو إحدى العزب التابعة لقرية النواورة ليصف مجدي محمد، يعمل بالمقاولات، حال المياه بقوله: نحن سكان عزبة عمرو التابعة لقرية النواورة لدينا مشكله في خط المياه فهو اسبستوس من حوالي ٣٠سنة والمياه كلها مشاكل، “يا أستاذه اهتمي بالموضوع لأنه فيه أطفال وشباب وناس كتير هيجيلها فشل كلوي بسبب هذه الخطوط، الميه مالحة وغير صالحة للشرب والناس بتملى ميه من العزب إللي بجوارنا”، وللتغلب على الأزمة قمنا بتركيب فلاتر ولكنها لم تسلم من سوء المياه أيضا “ركبنا فلاتر والفلاتر باظت من كتر الملوحة إللى في الميه والمواسير ليها ٣٥ سنة بدون صيانة ومواسير اسبستوس”.
رد شركة مياه الشرب والصرف الصحي
انتهت رحلة “الموطن” مع أهالي قرية النواورة للاستماع لشكواهم وجاء موعد الحديث مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي لعرض شكاوى الأهالي والحصول على رد لحل مشكلاتهم، وفور إبلاغ الشركة تم التواصل مع بعض الأهالي وأرسلت الشركة لجنة فحص ومعاينة للقرية والعزبة وجاء رد شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط على النحو التالي:
فجاء في رد الشركة أنه أولا: بالنسبة لمصادر تغذية القرية محل الشكوى تتغذى القرية من المحطات الآتية ( محمود فراج – الزهري – السيول – الظهير الصحراوي وبقية التجمعات السكنية ) من محطة مياه المرشحة بالبداري عن طريق (4) نقاط ربط على طول امتدا القرية الأم والتوابع في وصول المياه المرشحة والتي تمر بعدة مراحل للتنقية قبل وصولها للعميل ويتم سحب عيمات بصفة دورية من محطات ومصادر الشبكة المغذية للمنطقة، بالإضافة إلى محطة النواروة الإرتوازي وتتضمن عدد (3) آبار ارتوازي والمدعمة بمنظومة حقن كلور لضمان كمية المياه المنتجة، وبالمتابعة من العينات المأخوذة طبقا للواردي وقطاع المعمل المركزي مطابقة المياه للمواصفات القياسية طبقا لمعايير وزارة الصحة ولا يوجد أي ملاحظات، والمحطات تعمل بكامل طاقتها بحالة جيدة على مدار 24 ساعة طبقا لنظام تشغيل المحطات.
ثانيا: الإجراءات التي تم اتخاذها حيال الشكوى فور ورود الشكوى تم تشكيل لجنة للمعاينة على الطبيعة من مسئولي المعمل ومسئولي الشبكات والطوائ الميدانية وفريق المعمل المركزي وتم التوجه إلى المحطات المغذية للاطمئنان على سلامة المياه المنتجة للمواطنين وتم سحب عينات من خطوط وطرود المحطات وإرسالها إلى المعمل المركزي للفحص وتحليلها وتبين بأن جميع العينات مطابقة للمعايير الصحية لقرار وزير الصحة رقم 458 لسنة 2007 .
تتمركز المشكلة فقط في قرية (الظهير الصحراوي والقرى المرتفعة عن منسوب سطح الخزان بأكثر من 6 أمتار ) ولحل المشكلة قامت الشركة بزيادة كمية المياه المرشحة المغذية للأماكن محل الشكوى وتم سحب عينات مرة أخرى من عدة أماكن عشوائية ومنها منزل الشاكي صابر السيد محمد والشاكي مجدي محمد وبعض من العينات العشوائية، وتشير العينات المأخوذة إلى مطابقة المياه المنتجة للمعايير الصحية فضلا عن أن جميع محطات المياه مزودة بوحدات معالجة أملاح (RO) لمعادلة مياه الآبار مع المياه المرشحة والمنتج النهائي مراقب من الصحة بأسيوط، علما بأن نسب الأملاح في حدود المسموح بها من قِبل وزاة الصحة، وفور ورود أي شكوى إلينا عبر الخط الساخن أو أي قنوات تواصل مع المواطنين يتم التعامل الفوري واتخاذ كافة الإجراءات المتعبة
تتابع الشركة ردها: وبمتابعة المياه من حيث الجودة والضغوط والتأكد من توافر المياه وسد حاجة المواطنين من كميات المياه بشكل مستمر وبجودة عالية حيث جاءت العينات مطابقة للمواصفات الصحية من حيث الخواص الطبيعية وكيميائيا بإشراف ورقابة قطاع المعامل، كما تنفي الشركة ما تردد من أقاويل بشأن تغيير خواص المياه بالقرية طبقا لنتائج العينات المسحوبة والتحاليل الكيميائية والبكترولوجية التي تم إجرائها على تلك العينات تحت إشراف وزارة الصحة ولكن شعور بعض المواطنين بتغيير في استثاغة المياه ذلك يعود إلى خلط مياه الآبار الارتوازي مع الأخرى المرشحة حرصا من الشركة على زيادة ضغط المياه في الشبكات لتصل بسهولة ويسر إلى الأماكن المتطرفة بنهايات الشبكات والبعيدة عن مصدر التغذية، وعليه فإن المقترح لحل هذه المشكلة هو إنشاء طلمبات رفع ( بوستر) مع عمل قطعية على مواسير 500 مم GRB ودخولها مباشرة على الخزان حتى يمكن القضاء على مشكلة زيادة الأملاح وكذلك الأماكن المرتفعة والظهير الصحراوي أسوة بما تم في محطة مياه البداري الشرقية وتم حل مشكلة قرية عرب مطير بتلك الطريقة، وبالفعل تم صدور أمر تشغيل لتنفيذ بوستر رفع محطة مياه النواورة من المياه المرشحة حتى يتم القضاء على المشكلة وتقديم الخدمات بشكل مرضي، علما بأنه لا يوجد ضرر متحقق من استخدام الاسبستوس لنقل المياه ولكن طلب واستفسارات الأهالي عن موضوع تغيير مواسير الاسبستوس يرجع إلى الوعي الثقافي لديهم باعتقادهم وجود أضرار من نقل المياه من خلال المواسير الاسبستوس وذلك الاعتقاد ليس له أساس علمي ومع ذلك تقوم الشركة بسحب عينات بصفة دورية بمناطق عشوائية وإجراء أعمال غسيل وتطهير الشبكات بصفة دورية ويتم تغيير المواسير الاسبيستوس إلى أخرى بلاستيك بالتتابع على نطاق المحافظة بكافة أرجائها فور توفر الدعم المادي اللازم وطبقا للخطة التنموية الموضوعة من قبل الجهات التنفيذية لأعمال الإحلال والتجديد وعند ثبوت أي ضرر من أي مواسير مياه ناقلة طبقا لنتائج المعمل يتم تغييرها على الفور طبقا لخطة الطوارئ.
وتوضح الشركة في ردها أن مادة الاسبستوس أو الأمينت Asbestos (كمادة ناقلة للمياه) أنها مواد غير عضوية تحتوي على العديد من المعادن الطبيعية التي يدخل في تركيبها أملاح السيليكات إلا أنها تختلف عن بعضها في التركيب الكيميائي والخواص الطبيعية لاختلاف كميات الماغنسيوم والحديد والصوديوم والأكسجين والهيدوجين فيها، والذي اختتمت نتائجه بالقول أن ألياف الاسبستوس ضررها الصحي خلال الاستنشاق في المراحل الصناعية ولا يوجد دليل على خطورة استخدام أنابيب (مواسير) مياه مصنعة من الاسبستوس مشيرة إلى أن الكثير من البلدان حول العالم وفي أوروبا تنتشر بها مواسير للمستهلكين مصنعة من الاسبستوس وأنه لايوجد منها أي خطر على المستهلكين ولذا فإنه لا توجد برامج للعمل على استبدالها.
وعلى هذا الأساس تؤكد الشركة أنه لا توجد أي مخاطر على المستهلكين في وجود مواسير من الاسبستوس بغرض توصيل المياه وأن كافة المخاطر تكمن في العمليات الصناعية للمواسير وليس في نقلها للمياه، وينطبق مع ذلك قرار وزير الصناعة رقم 336 اسنة 2003 بشأن حظر استيراد وتصنيع مادة الاسبتسوس لا يرتبط إطلاقا بالاستخدام ولكن يحظر الاستيراد والتصنيع لخطورته في العمليات الصناعية فقط، ونوهت الشركة أيضا أنه طبقا لخطط الإحلال والتجديد التي تقوم بها على مستوى فروعها الجغرافية بقرى ومراكز محافظة أسيوط سيتم إدارج المنطقة محل الشكوى في حالة توافر التمويل المالي وإلحاق مقاول الأعمال السنوية.
واختتمت الشركة ردها بأن الشركة تقوم بإجراء غسيل دوري للشبكات بصفة منتظمة (شهريا) وخطة غسيل وتطهير دوري للخزانات والمرشحات لضمان جودة المياه المنتجة للمواطنين طبقا للخطة الموضوعة من قِبل الشركة على مستوى مراكز أسيوط وذلك تحت إشراف مديرية الصحة بأسيوط وفي حال ورود أي شكوى يتم عمل غسيل طارئ بالشبكة وتتبع الإجراءات اللازمة لحل أي مشكلة، وفي حال تواجد أي شكاوى تخص الشركة يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل الشكوى ومتابعة المواطنين من استقبال أي استفسار أو شكوى عبر غرفة عمليات الخط الساخن 125 على مدار 24 ساعة وعبر طرق التواصل الاجتماعي للشركة، والشركة تعمل جاهدة على الاستجابة لأي شكوى أو استفسار لدى عملائها وتقديم مياه شرب نقية وصرف صحي آمن من خلال الاستخدام الأمثل للموارد والإمكانيات بأحدث التقنيات بما يضمن الاستدامة والموائمة البيئية والصحية ونشر الوعي والثقافة المائية في المجتمع.