تقاريرمحافظات

«أم محمد» سيدة منقباد المكافحة.. وهبت نفسها لعملها من اجل زوجها وأسرتها: “بالنهار بائعة في محل خضار وبالليل ربة منزل

في ظل مجتمع تقليدي يحرم عمل المرأة، تجاهد “أم محمد” السيدة الشجاعة التي كسرت القيود والعادات والتقاليد لإثبات قدرتها على النجاح، تلك السيدة تعيش في بيئة محافظة ينظر الناس إلى عمل المرأة نظرة متدنية، فهم يعتبرون عمل المرأة مخالف للشرع والعادات.

كفاح وتحديات 

في عالم مليء بالتحديات، ظهرت قوة وشجاعة “أم محمد” في مواجهة صعوبات الحياة، فهي قادرة على بناء أسرة ومجتمع ومساندة زوجها في هموم الحياة، كما أنها قدمت الدعم النفسي والمعنوي في كل خطوة يخطوها زوجها، وأيضا استطاعت أن تحقق التوازن بين مسؤولياتها كزوجة وأم عاملة.

الموطن يلتقي بـ أم محمد المكافحة

التقي “الموطن” ببائعة الفواكه والخضروات “ام محمد” التي لم تتعدى من العمر 35 عاما، ووهبت حياتها لزوجها وتربية أبنائه، تلك السيدة تسكن في عزبة تدعى”عزبة الجيش” بقرية منقباد التابعة لمحافظة أسيوط.

أم محمد سيدة منقباد المكافحة
أم محمد سيدة منقباد المكافحة

عانت “ام محمد” في حياتها كثيرا فهي تزوجت وتوفي زوجها ولم تنجب، فهي تعيش في أجواء فقيرة شعبية لم تكن في استطاعتها العيش بحرية لظروف مجتمعها، تزوجت تلك السيدة مرة أخرى ولم تنجب، لكنها قامت بتربية أبناء زوجها واعتبارهم أبنائها.

وقالت، لم يكن لدي أولاد ولكن في ظل العادات والتقاليد في هذه العزبه لا يجوز أن تنادى المرأة باسمها، فأطلق على هذه السيدة “أم محمد” نسبة لإبن زوجها الأكبر وعرفت في العزبة بإسم أم محمد.

أم محمد سيدة منقباد المكافحة
أم محمد سيدة منقباد المكافحة

تزوجت السيدة المكافحة منذ 10 سنوات، و قامت بتربية ثلاثة أبناء، بالإضافة إلى مرض زوجها التي قادها للعمل من أجل الإنفاق على أبناء زوجها، و استطاعت أم محمد تغيير نظرة المجتمع في زوجة الأب، فقامت بدورها كأم وقامت بتربيتهم وتحمل مسؤوليتهم .

سبع سنوات من الشقاء ولازالت

أضافت السيدة المناضلة أنها تعمل منذ سبع سنوات، وأنها تحدت المجتمع وأهلها، فقد تعرضت السيدة للسخرية والانتقادات من بعض أفراد عائلتها، ولكن لم تستسلم بل واصلت سعيها لمساندة زوجها، قالت السيدة الفاضلة “الشغل مش عيب ولا حرام أنا بعمل مهنة محترمة، ما فيش داعي لمنعي من العمل انا مبعملش حاجة غلط وربنا كارمني”.

أم محمد سيدة منقباد المكافحة
أم محمد سيدة منقباد المكافحة

و صرحت “أم محمد” أن المحل مورث من والد زوجها، وأنها تساعد زوجها بالعمل معه، فهي تأخذ وردية من كل يوم بـ 100 جنيه، تعمل لمدة 12 ساعة من الساعة 4:00 صباحاً حتى الساعة حتى 4:00 مساء، وأن زوجها يعمل من 4:00 مساء حتى 4 صباحا، وأن المحل يظل مفتوح على مدار 24 ساعة، وأن الناس يفضلون التعامل معها لأسلوبها الجذاب، فهي تحقق ربح أكثر من زوجها، وأنها تعامل ربها وتتق الله في البيع.

كما أكدت أنها لم تأخذ قسط من الراحة، وأنها تتولى مسؤولية الأعمال المنزلية، من توقيت رجوعها للمنزل فهي تقوم بطهي الطعام من الليل لعدم توفير وقت لها، وأنها تأخذ الأكل معها للعمل.

محل خضار أم محمد
محل خضار أم محمد

وروت أن ابن زوجها الأكبر البالغ من العمر 27 عاما، يقوم بتأجير تروسيكل والتنقل به في الشوارع، لبيع بعض الفواكه والخضروات التابعة للمحل، وأنها تبيع الكثير من الخضروات للمطاعم بجوارها بالجملة، ويوجد الكثير من محلات الفواكه بجوارها، إلى أن الكثير من الناس يقبلون على الشراء من تلك السيدة لتعاملها الجيد وفهمها البالغ في التجارة.

عائلة كاملة تعيش من المحل

وأشارت إلى أن ابن زوجها الأكبر لديه ثلاث بنات، وأن الكل يعيش من المحل، بالإضافة إلى أنها أخذت قرض على المحل، لتقوم بتكبير تجارتها، واعناها الله وقامت بسداده

تلك السيدة قدمت كل العون لزوجها ولابنائه، فلم تأخذ يوميتها، بل تضيفها إلى المحل، وتساعد زوجها في مسؤوليته وادارة المنزل، فهي تقوم بإنفاق كل ما لديها في شراء متطلبات المنزل.

محل خضار أم محمد
محل خضار أم محمد

“ام محمد” أثبتت كفاءتها وقدرتها في رحلة الحياة الزوجية الخاصة، فهي سارت جنبا إلى جنب مع زوجها، فكانت له السند والقوة والدعم في مواجهة تحديات الحياة، فأصبحت نموذج مشرف للمرأة المصرية بوجه عام ولأسيوط ومنقباد بشكل خاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى