الترافع بالمجان.. حكاية مبادرة أطلقها محام منفلوط الشاب وذاع صيتها عبر المحافظات

منذ عام مضى أطلق محام شاب بمدينة منفلوط مبادرة لتقديم خدمات عدة في مجال عمله بالمحاماة مجانا لمساعدة المواطنين الذين ليس لديهم قدرة على توكيل محامين أو الذين يكونون بحاجة إلى استشارات قانونية تنير لهم الطريق، وشملت المبادرة جميع أنواع القضايا ومازال العمل بها مستمرا للعام الثاني على التوالي.
فكرة المبادرة
مصطفى يحيى محمود وشهرته مصطفى يحيى المحضر محام شاب من أبناء مدينة منفلوط أطلق مبادرته منذ رمضان الماضي وظل مستمرا فيها للعام الثاني على التوالي يقدم خلالها خدمات عدة في مجال عمله مجانا دون أي أتعاب نهائيا.

اختمرت فكرة المبادرة في رأس المحامي الشاب حين قرأ منشورًا عن مبادرة أُطلقت لتوفير سيارات لتوصيل ونقل المرضى الذين لا يجدون وسائل مواصلات لنقلهم، “قولت طب ما احنا كمحامين ما نعمل زي كده في مجال عملنا”، وحينما أطلقها في العام الماضي كنت مقيد جدول عام وحاليا مقيد ابتدائي.
حكاية مبادرة أطلقها محام شاب من منفلوط وذاع صيتها
ويتحدث المحامي الشاب عن المبادرة قائلا: تشمل المبادرة قضايا إداري وجنح وتحقيقات مراكز شرطة وحضور أمام مراكز الشرطة وأمام النيابات، أما في الجنايات الكبيرة يتدخل محامون على درجة أعلى لديهم صلاحية الترافع في الجنايات فأنا مقيد ابتدائي، وهناك كثيرون محبون للخير منهم من يأخذ نصف الأتعاب ومنهم من يأخذ الربع ومنهم من يأخذ الثلث وهناك من لا يترافع في القضية ولكن يساعد في أتعابها أما بالنسبة لي فدوري في الجنايات “أشتغل فيها بالتفكير أو استخلاصات أوراق ويكون مجانيا من جهتي هو ده دوري أنا أمام القضاة لأ” وهذا بسبب الدرجة.
يستقبل المحام الشاب المتعاملين معه في المبادرة في مكتب المحاماة الذي كان يتدرب فيه بشارع جناين أيوب بمدينة منفلوط، ويتسقبل الاستفسارات عن طريق رسائل الواتس ورسائل الفيس بوك أو الاتصال الهاتفي.
هدنة المبادرة
يستكمل صاحب المبادرة حديثه شارحا: لم يكن هناك إقبالا على المبادرة نوعا ما خلال الفترة الماضية بعد انتهاء رمضان الماضي حيث أن النية كانت الاستمرار فيها على مدار العام ولكن إقبال المواطنين واستفساراتهم هو الذي قل ولكن عاد الإقبال وعادت المبادرة لتزدهر من جديد خلال رمضان الحالي، “في ناس جات بعيدا عن المبادرة مكانوش يعرفوا عنها حاجة فأنا دخلتهم في المبادرة” فهناك من يأتي عارضا مشكلته موضحا أن حالته المادية لا تعينه ولم أوضح له أن هناك مبادرة ولكن ساعدته وطبقت المبادرة لمن يعرف عنها ومن لا يعرف.

انتشار وتعميم المبادرة
لم يقتصر نطاق المبادرة التي أطلقها المحامي المبادر على مركزه أو محافظته فقط ولكنها مقدمه لكل الناس على مستوى الجمهوية، وهنا علق قائلا: هناك مواطنون حدثوني من المرج بالقاهرة والعام الماضي أغلب القضايا جاءت من خارج محافظة أسيوط عبارة عن استشارات وأرسلت لهم مذكرات ونصائح وخاصة فيما يخص الموضوعات الأسرية ومنها ما تم حله بشكل ودي بفضل الله بتدخل أهل الخير ذوي الرأي وأصحاب الحكمة وتم حله وديا.
يكمل مصطفى حديثه: هدفي من الحديث عن المبادرة أن تصل لجميع الشباب في أي مهنة وليس المحاماة فحسب، فمن بيده أي شيئ يستطيع تقديمه للناس لا يتأخر وليس شرطا أن يكون ذلك في شهر رمضان فالأمر متاح طوال العام، وأكثر المحافظات التي تعاملت معها خلال المبادرة كانت محافظة القاهرة وأكثر ما أسعدني هو تواصل أشخاص من خارج محافظة أسيوط معي، وتعميم المبادرة والعمل فيها على مستوى الجمهورية شيئ أفضل وذلك لإفادة الناس في أماكن عدة وهذا لا يمثل ضغطا بالنسبة لي ولا أشعر بتذمر بسبب ضغط العمل فمن داخلى انتشارها على مستوى الجمهوية هو تشجيع للمحامين ممن هم مثلي كي يحذون نفس الحذو تجاه خدمة الناس “لما هما يشوفوا حاجة زي كده فأنا بشجعهم إنهم يعملوا كده فيقال في واحد في أسيوط أو في محامي زميلنا عمل كده” فانتشار الفكرة هدفه أن تنتشر ويفعل مثلها آخرون وليس بهدف الشهرة وذياع الصيت فالمبادرة هدفها خالص لوجه الله “أنا عايز أنشر قصة الخير نفسها” وبفضل الله حالتي المادية جيدة لا تتأثر بل إن في الثواب كنوز الأرض ورفع درجات عند الله وهذا هو الكنز الذي لا يفنى.
هدفي هو الوصول إلى الناس كي يعرفوا الطريق لمن يسهل عليهم “أنا ناوي إن الناس اللي تيجي زي كده اتعرف عليها عشان لما تحتاجني تاني تبقى عرفت إن في حد بيعمل كذا مجانا مش علشان أشهر نفسي وبعد كده أحاسبه بأتعاب مش من طبعي الحمد لله”.
داعمو المبادرة
لكل ناجح داعم ويتحدث مصطفى عن داعميه في المبادرة قائلا: الأساس في المبادرة هو والدي فهو المشجع الأول لي دائم السؤال لي “عملت إيه السنة دي وناوي تعمل إيه وهكذا”، وهو يساعد أكثر في هذا الشأن في جانب الماديات الخاصة بقضايا المبادرة “بيسندني في حاجات زي دي” ويشجعني أكثر على فعل ذلك والزيادة فيه ويتأثر جدا بالأعمال الخيرية والأعمال التي تُفرج عن الناس وتسهل عليهم مصاعب الحياة.
أما في مجال العمل فهناك المحامي الكبير الأستاذ صلاح شعراوي داعم أساسي ومساند لي بقوة في المبادرة وهو من كبار المحامين في القضايا الكبيرة وأستاذي الذي بدأت مجال عملي متدربا في مكتبه “هو عنده لله كتير”.
المبادرة بين عامين
انتقادات عدة لاقتها المبادرة عندما بدأت في رمضان الماضي “سمعنا انتقادات كتير جدا انتوا ليه بتعملوا كده انتوا بتعملوا حاجة قليلة بتقلل من قيمة المهنة مع إن أنا بالعكس مش شايفها كده خالص”، وهناك من انتقد وفجأة وجدته يفكر في عمل الفكرة “طب انتقدتني في الأول وانت بعدين عملت طب ليه؟”، ولكن لا يوجد أي مضايقات تصادفني هذا العام في المبادرة على عكس العام الماضي كانت تضايقني الانتقادات كثيرا.
قضايا المبادرة
يستأنف مصطفى حديثه موضحا: منذ بداية رمضان عُرض عليّ ثمانية استشارات وأكدت لهم أنهم لو احتاجوا أي شيئ آخر أنا معهم، وأكثر أنواع الاستشارات التي عُرضت كانت استشارات إدارية، ولكن أغرب القضايا التي عرضت عليّ خلال المبادرة كانت لسيدة كانت لها طلبية ملابس من أحد مصانع الملابس في المرج الجديدة وتم شحن الملابس بعد إصرار صاحب المصنع على أخذ بقية المبالغ المالية كاملة وتبقى جزء بسيط وبعد وصول الطلبية إليها فوجئت أن ما وصل إليها كان غير الصور عُرضت عليها، وتواصلت معي السيدة هاتفيا تعرض مشكلتها قائلة “أنا مش عارفة اشتكيه إزاي” فتواصلت مع أحد الأصدقاء في المرج للتأكد إن كان المكان مصنعا فعلا أم لا فاتضح أنه لا يوجد مصنع بهذا الاسم من الأساس ولا يوجد أصلا سمة لهذا المصنع وأرسل إليها فواتير بأسماء وهمية وهو مصنع ملابس وهمي.
رسائل
اختتم مُطلق المبادرة حديثه موجها رسائله بقوله: رسالتي الأولى أوجهها لبعض المحامين لعدم الانتقاد وأذكرهم بقول الله تعالى ولكن أذكرهم بقول الله تعالى “إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ“، لأن من انتقاداتهم “إن اللي بيعمل خير مينشرهوش” وأعود وأؤكد أن المبادرة لا تهين مهنة المحاماة بل هي جانب من جوانب رسالة المحاماة السامية.
وأوجه رسالتي الثانية لشباب المحامين خاصة “اللي في إيده أو عنده القدرة إنه يعمل كده ياريت ميتأخرش” والأمر ليس بالماديات فالأمر لا يستوجب ماديات فقط وإن كان الأمر يستوجب ذلك في المبادرة فأنا لا أتأخر فهدف المبادرة التسهيل على الناس وألا يشعر أحد بالحرج من الطلب فأؤكد أن هذا الأمر توفره المبادرة أيضا للحالات غير المقتدرة.
وللتواصل مع مطلق المبادرة أوضح أنه يمكن التواصل من خلال رقم الهاتف 01097976427