
كثيرون جدًا تشغل بالهم المكملات الغذائية، ويرون أنها السبيل الوحيد للحصول على قوام رياضي “فورمة”، في وقت سريع، وتحقيق أحلامهم المرجوة في وقت قياسي، ومنهم من يقع فريسة في شراك تجار بيع الوهم والمنتجات غير المرخصة، التي تضع المتعاملين معها في دائرة الخطر.
ولأن الأمر على قدر كبير من الأهمية التقت جريدة “الموطن” الدكتو علي نور، أستاذ مساعد التدريب الرياضي وعلوم الحركة بكلية التربية الرياضية جامعة أسيوط، ليوضح للقارئ حقائق عالم المكملات الغذائية وشروط تناولها الآمن عبر الحوار التالي:
بداية ما هو المقصود بالمكملات الغذائية؟
“هي جاية من اسمها” بمعني شيء يُكمل، فهي تكمل غذائنا، ومكمل غذائئ نكمل به الناقص من غذائنا في حالة عدم القدرة على استكماله بشكل طبيعي من الغذاء.
وأضاف: “لا نقول أنه ممنوع تناولها، ولكن متى أتناولها وأين وكيف وما هو المكان الآمن الذي اشتريها منه، فهناك منتجات معتمدة من وزارة الصحة، وهذه نشتريها دون خوف، وللأسف هناك أشياء تباع مغشوشة “مصنوعة تحت السلم من شركات مش مضمونة” معبأة في شكائر ومضاف عليها لبن بودرة “وتيجي تعمل تحاليل ليها تلاقي إنه انضحك عليك”.
ثم استكمل الدكتور علي نور حديثه في تلك النقطة: “سبحان الله الجسم أيًا كان الطعام الذي نأكله، ينقسم إلى ست عناصر غذائية، البروتينات، الكبروهيدرات، الدهون ومنها دهون صحية ودهون غير صحية، والفيتامينات، والأملاح، والمعادن والمياه، وأيًا كان نوع الطعام الذي أكلته سيترجمه جسم الإنسان لهذه السنة عناصر، حتى يبدأ بعد ذلك يستفيد بهم”.
وكيف يمكن أخذ هذه العناصر من الغذاء الطبيعي؟
“يمكن أخذ هذه العناصر من الطعام الذي يحتوي علي البروتين، والكيرياتين، فالبروتين نحصل عليه عن طريق الدجاج والسمك واللحم والتونة والجبن الأبيض، وهذا شيء ممتاز جدًا، وهذه عناصر غذائية ممتازة، لو استطعت توفير الاحتياج منها دون اللجوء لمكملات فهذا ممتاز، “لكن لو مقدرتش هقولك هتاخد مكملات” ولكن قبل وصف المكملات هناك شروط وضوابط إن توفرت يمكن تناول المكملات”.
ومتى يتم وصف المكملات الغذائية؟
“بتاخد احتياجك اليومي من الأكل كويس متاخدش مكملات”، لكن معدتي لا تتقبل الكمية المطلوبة من الطعام وهذا يحدث فعلًا من الناس النحيفة، فالمفروض أن يدخل للجسم في اليوم 1.2 جرام بروتين لكل كيلو من جسمي، بمعنى لو شخص وزنه 50 كيلو يحتاج أن يدخل لجسمه يوميًا 60 أو 70 جرام بروتين، وهذا بالنسبة له صعب في البداية، لأن معدته صغيرة”.
“ولأن 60 أو 70 جرام لو تم ترجمتها سنجد أن ربع الدجاج به 20 جرام، أي أنه يحتاج أن يدخل يوميًا للجسم نصف دجاجة مع 6 أو 7 بيضات مع 2 كوب لبن والذي يوازي نصف كيلو لبن، وهذه الكمية بالنسبة له صعبة وهنا نبحث عن البديل المساعد، وهو إدخالها بطريقة أخرى مختصرة، عبارة عن بروتين سهل الامتصاص ولكن بشروط ونضع تحت كلمة شروط أكثر من خط”.
وما هي تلك الشروط؟
“أولًا المصدر ثانيًا الشروط الصحية لجسمك، وهناك أربع شروط لابد من توافر جميعها دون نقصان، أولًا لابد من تصريح الطبيب بأخذها بعد الفحوصات والتحاليل، ثانيًا عدم القدرة على الحصول على الكمية المطلوبة من الطعام، والتي تحقق لي النتيجة التي أريدها، ثالثًا أتمرن لأكثر من ثلاث وحدات تدريبية في الأسبوع، أي أكثر من ثلاثة أيام، رابعًا اشتري المكمل من مكان معتمد، ولابد من اجتياز هذه المراحل الأربع وبعدها نأخذ مكملات”.
“أنا مينفعش استخدم حاجة وأنا معرفش هل جسمي يستوعبها ولا لأ”، هناك من يقول أنا صحتى “بمب” هذا قول شفوي، لكن هل أجريت فحصوصات وتحاليل للإطمئنان على وظائف الكلى وإنزيمات الكبد لديك؟ وهذه من أهم العناصر ومن أهم الاختبارات التى لابد من إجرائها لمعرفة كفاءة جهازك الهضمي، بجانب هل استشرت طبيب؟ هل جربت في البداية اتباع نظام غذائي ولم تستطع؟ فبالتالي لم يعد هناك خيار، فاتجهت لأخذ المكملات الغذائية؟
“ده إحنا المكمل ده لما بنيجي نكتبه أو نقول خلاص هاخده بعد اطمئنان الطبيب بعد الفحوصات وقال خلاص تمام يكون بعد أربع خمس شهور من محاولات الأكل الطبيعي فقط”، وقبلها لابد من رأي طبيب مختص وهو الذي يحدد إن كان الشخص قابل أن يأخذ مكمل أم لا بعد الفحوصات والتحاليل وثبات كفاءة الكلى والكبد وسلامة لكفاءة الجهاز الهضمي بالكامل لدى الشخص”.
وهل الجسم يستوعب؟
“ففي هذه الحالة تتناول المكملات في أمان، “احنا كلنا فاكرين إن صحتنا تمام بس لو روحنا عملنا تحاليل هنلاقي مشاكل صحية” ولهذا هناك من تأتي معه المكملات بنتائج جيدة وعلى العكس، “في ناس المكلات تبهدلها وتدخلها المستشفى”، ولهذا دائمًا نقول لابد أن أتأكد أولًا هل أنا قابل لأخذ مكملات أم لا؟ وهل حاولت الإلتزام بالنظام الغذائي وفشلت؟ “ما هو مش أول حاجة مش أول خطوة أحط رجليا في الجيم يالا النهاردة هجيب مكمل، لا عليك بالصبر”، فبعد محاولة ثلاث أو أبع شهور وفشلنا في جميع المحاولات في الحصول على احتياج الجسم من الطعام بشكل طبيعي، ساعتها نبدأ بأخذ المكملات بعد قرار الطبيب المختص”.

وما هي أنواع المكملات الغذائية؟
“العناصر الغذائية الستة يقابلهم خمس مكملات، “يعني الميه هي هي الميه” لكن الأملاح والمعادن مختلفة، هناك مكملات والمعادن والفيتامينات هناك “مالتي فيتامين” تباع في الصيدليات وحتى الفيتامينات لا نتناولها بدون طبيب، والكربوهيدات هناك من يقدم ما يسمى “ماس جينر” بمعنى شيء يعطيك قوة وطاقة، وهذه أشياء مضاف لها سكريات لا ننصح بها، “مفيش حاجة اسمها كربوهيدرات مكملات”، الكربوهيدرات يمكن أن تحصل عليها من البطاطس، ومن الأرز، ومن البطاطا، والأفضل الحصول عليها من العناصر الغذائية الطبيعية”.
“وللأسف طبعًا التجار شغلتها البيع، وبتجيب ناس عضلاتها قوية جدًا، هما للأسف واخدين هرمونات ويقولك أنت لو خدت المكمل ده هتبقى زي الراجل ده” وهذا غير صحيح فحتى فلو تناولت غذائك بشكل سليم بالطبع لن تصبح مثل هؤلاء “لأن الراجل ده هرموناته مش طبيعي” فالطبيعي أن الجسم يزيد واحد كيلو عضلات في الشهر “وده أنت لو ملتزم بنظامك الغذائي وبالتمرين” بمعنى أنه في السنة تزيد 10 كيلو، وزيادة أقصى شيء هذا لو أنت ملتزم سنة”.
“فهو يقعد يقول لك لأ ده أنت بص في خلال سنة هتبقى أد إيه ويضحك عليك، خصوصًا على الشباب الصغيرين”، وللأسف يصدقونه رغبة في بناء عضلات بسرعة، والمشكلة أن الذي يأخذ مكملات “بعد ما بيوصل حتى لو هو عمل فورمة تلاقيه بعد ما يوصل للنتيجة توقف، يعني أنت بتلعب وبتاخد عشان توصل لنتيجة وتبطل؟” فنحن دائمًا نقول “خلي في “لايف ستايل” خلي حياتك سهلة وبسيطة والعب الرياضة اللي تخليك طول العمر تلعب رياضة، متستعجلش على النتائج النتائج هتجيلك هتجيلك”.
أنهيت الفحوصات والتحاليل وأخذت موافقة الطبيب هل نستخدم المكملات على الفور في أول يوم جيم؟
“بالطبع لا فهذا في حالة عدم قدرتك على إدخال العناصر الغذائية للجسم، ثانيًا هل مجهودك يتناسب مع أخذ مكمل؟ لأن هناك من يشتري المكمل ويذهب إلى الجيم من يومين إلى ثلاثة في الأسبوع، وهكذا ستكون نتائجه ضعيفة “مش هتقدر تحقق نتائج ده إحنا علميًا في مجال التدريب، وحدتين تدريبيتين يحافظوا على اللياقة البدنية، وثلاث وحدات في الأسبوع تساعد على نمو بسيط في العضلة” ولكي أصل إلى نتائج أفضل، أحتاج من أربع إلى خمس تمرينات في الأسبوع، ولهذا يفاجئ من يأخذ المكمل أن جسمه لا يستفيد منه لأنك بذلك تأخذ أكثر من احتياج جسمك، فلن يستفيد منه لأنك لا تستخدمه بشكل صحيح”.
هل من الممكن ألا أتناول مكملات غذائية؟
“بالطبع ممكن “طالما بتاكل كويس وتشرب كويس” وتحصل على العناصر الغذائية من طعامك بطريقة مناسبة جدًا لاحتياجاتك اليومية، لست بحاجة لمكملات غذائية”.
ولكن هل هذا متاح لدى كل الناس؟
“للأسف ليس كل الناس لديهم القدرة على المواظبة على نظام غذائي لفترة طويلة، ولا تستطيع الانتظام على نظام غذائي لفترة طويلة، ففي حالة كون النظام الغذائي جيد والجسم جيد لست مضطرا لتناول المكملات”.
وماذا يحدث في حال تناول المكملات الغذائية رغم عدم حاجة الجسم لها؟
واصل الدكتور علي حديثه: “لن تفيده في هذه الحالة “لأنه واخد اللي جسمه محتاجه من الأكل، فالزيادة دي هتنزل مع الجسم كأنها نوع من أنواع الفضلات”، فالمفترض لأجل أن أتناولها، أن يكون الجسم محتاجًا لها تمامًا مثل كوب الماء لو نصفها ممتلئ سوف أحتاج لوضع نصف فقط حتى تمتلئ بالكامل، ولكن لو وضعت عليها كوب كامل سوف يفيض الماء من الكوب خارجًا، بجانب أن الجزء الذي سيفيض سيغرق المكان المحيط بالكوب، وهو نفس الأمر بالنسبة للجسم”.
“ولا نقول أنه سوف يؤذي ولكن على حسب النوع وحسب كفاءة الجسم، فليست كل الأجسام تستوعب، تمامًا مثل الطعام، لو عندي نسب كوليسترول عالية سوف أمنع الأطعمة التي تحتوي على دهون، فبالتالي لو أنا أكلت الدهون سوف تؤذيني، وكذلك المكملات هناك بعض الناس أجسادها لا تستوعب أن تتناولها”.
وما هي الأماكن الآمنة لشراء المكملات؟
“للأسف هناك من يريدون تحقيق أسرع نتيجة في أقل وقت، ويهرولون وراء أي حديث يسمعونه، ويأخذون بنصائح استخدام مواد مجهولة المصدر، فلابد من الشراء من أماكن معتمدة، لأن حاليًا أصبح هناك شركات كثيرة، بل الغريب أن هناك من يبيع ويقول “أنا عندي بـ 250 جنيه طب إزاي؟ البروتين انتوا عارفين أصلًا طيقة تصنيعه؟” طريقة تصنيعه مكلفة، يتم امتصاصه من شرش اللبن أثناء عملية بسترة اللبن، وتحويله إلى زبادي هناك رواسب تترسب، ثم يتم عمل تجفيف لها، وهذا اسمه بروتين خام، ثم يبدأ يضيف عليه مكتسبات للطعم وهذا مكلف ويضعه في عبوة ويغلفه”.
“البروتين الخام حاليًا سعره لا يقل عن 800 جنيها للكيلو، فأنا استغرب من العبوات التي يقولون أن سعرها 300 جنيه و 400 جنيه “ده حتى في دول برة لما يجي حد يشتريه هتلاقي أسعاره غالية جدًا، بجانب إن أنا هنا علشان اشتريه لازم اشتريه من صيدلية” مكان معتمد من وزارة الصحة، وهناك أنواع كثيرة في الصيدليات، كما أن هناك محال مرخص لها وتبيع “طالما معتمد من وزارة الصحة” ويكون مكتوبا على العبوة ومختوم”.
ولكن هناك من برعوا في تزوير كل شيئ؟
“ولهذا نصيحة شخصية، الأفضل شراء المكملات من الصيدلية، كما أن الصيدلية لا يمكن أن تبيع منشطات، على عكس بعض الذين يتاجرون بالناس ويضعون هرمونات في المكملات، وهكذا يصبح الشخص متعاطيًا للمنشطات، وتظهر في تحاليل البطولات، وفي الحقيقة تم خداعه من أناس يتعاملون في منتجات مجهولة المصدر على أنها مكملات”.
وهل تنصح بالمكملات الغذائية؟
“بعد موافقة الطبيب والشراء من صيدلية، وأن تكون فعلًا بحاجة إليها، ولكن أقول وأكرر “أنت بتاكل كويس متاخدهاش، أنت مببتمرنش أكتر من تلات مرات في الأسبوع متاخدهاش، أنت لسه داخل الجيم دلوقتي متاخدهاش، صحتك مش كويسة وجهاز الهضمي ميستوعبش متاخدهاش”.
تعليق واحد