ما إن تحط الرحال بقرية الزرابي بمركز أبوتيج بأسيوط وتبدأ جولتك مترجلًا في ربوع القرية إلا ويخطف بصرك مبنى قديم الطراز يتوسط القرية محفور عليه يافطة شديدة القدم ذابت ملامحها خلف التراب وظهرت عليها تجاعيد القدم ومرور الزمان، محفور عليها تاريخ إنشاء المبنى وجملة “نقطة بوليس”.

تُعد نقطة شرطة الزرابي أقدم قطة شرطة في أسيوط ويعود تاريخ إنشائها إلى العام  1905 أي منذ 119 عاما، حيث أنشأ الإنجليز فى عهد الاحتلال الإنجليزى لمصر أول نقطة شرطة بمحافظة أسيوط على أرض قرية الزرابى تزامنا مع إنشاء مديرية أمن أسيوط.

نقطة شرطة الزرابي بأسيوط اقدم نقطة شرطة في المحافظة وأسست في عهد الإنجليز 

اللون الأصفر القاتم يطغي على لون المبنى من الخارج والطراز الإنجليزي رسم ملامحها، أما الطابق السفلي من المبنى فيتوسطه باب خشبي قديم تعلوه “شراعة” حديدية بها حديد متفرق، وعلى يمين الباب صمم البناة شباكين من الخشب يقارب طولها الباب إلى حد ما، وعلى اليسار شباك خشبى واحد بنفس الطراز ويعلوهم جميعا رسم بارز يبدو أنه صُمم  لإضفاء رسومات جمالية على مبنى نقطة شرطة الزرابي.

وحين تمد بصرك للطابق الثانى تجد أنه من الخارج عبارة مجموعة من الشبابيك المفتوحة منزوعة الخشب وعددها أربعة شبابيك خشبية هلكت مع الأيام ولم يتبق منها سوى فتحتات كبيرة فى الحائط فقط، إثنين منهما فى المنتصف بلا رسم بارز فى قبتهما وواحد على اليمين وآخر على اليسار تعلوهم تلك الرسومات التى بالأسفل مع اختلاف بسيط، وبأعلى المبنى رسومات تشابه في شكلها العرائس التي كان يصنعها الأطفال من الورق منذ سنوات طويلة مضت، أما أعلى المبنى فتلوح قبة عبارة عن مثلث مغلق فى منتصفه.

وحول تاريخ نقطة شرطة الزرابي، يروى عبدالعال الدقيشي، رئيس مجلس محلى أبوتيج سابقا: النقطة كانت تخدم المنطقة من قرية بني سميع بأبوتيج شمالا حتي  الغنايم جنوبا، فمركز الغنايم بأكمله كان يتبع نقطة الزرابي، ولم يكن للنقطة رئيسا من أهل الزرابى فلا يجوز أن يكون رئيس النقطة من البلدة التي بها النقطة. وفى فترة الستينات كان لها دورها في حفظ الأمن أيام الخصومات الثأرية وكانت تتدخل لإنهاء الاشتباكات، وفي العام  1997 كان لها دورها فى إنهاء العلاقة الإيجارية بين المالك والمستأجر على الأرض الزراعية.

اقدم رؤساء للنقطة 

وعن أهم رؤساء النقطة يذكر الدقيشى، فاروق حلمي وحلمي بيومي في الستينات وعبدالراضي حجاب فى السبعينات ومحمد عبد الصبور الكومي ورجب عبد الرحمن فى الثمانينات ومحمد كمال سعيد ومحمد السيد شريف التسعينات ومحمود البناء وسيد عبدالشافي فى التسعينات وأشرف عبد السميع وبدوى هاشم ومصطفي خليفة وسيد عبدالعال ومحمود البريقي، وحاليا أشرف محروس.

وتُعد هذه النقطة هى النقطة القديمة بالزرابى وتم بناء أخرى جديدة وإخلاء هذه النقطة من العاملين بها.