
تحتفل مصر هذه الأيام بالعيد الثاني والسبعين للشرطة المصرية والذي يوافق الخامس والعشرين من يناير من كل عام ذاك التاريخ الذي سُطر بأحرف من نور في سجل الوطن ليدلل على مدى بسالة أبنائه في الدفاع عن سيادته وكرامته إذ أنه في مثل هذا اليوم منذ إثنين وسبعين عاماً وقعت أحداث الإشتباكات بين القوات الإنجليزية و قوات الشرطة المصرية المرابطة في مدينة الإسماعيلية فيما يعرف بموقعة الإسماعيلية.
cm-chat-media-video-1:a1828139-f33b-5223-99cd-670cf123cb03:10:0:0
بداية موقعة الإسماعيلية
تعود جذور تلك الإشتباكات إلى تصاعد حدة الخلافات بين مصر وبريطانيا على إثر تصاعد وتيرة العمليات الفدائية ضد القوات الإنجليزية المرابطة فى القنال إذ تكبدت القوات الإنجليزية على إثر تلك العمليات خسائر فادحة إلى جانب إلغاء حكومة النحاس باشا لمعاهدة ١٩٣٦ في الثامن من أكتوبر عام ١٩٥١ حيث إرتأت مصر أن المعاهدة لم تحقق الهدف المرجو منها بشكل حقيقي.

بالإضافة إلى أن إنسحاب العمال المصريين من العمل بمعسكرات القوات الإنجليزية في منطقة القنال سبب حرج شديد للبريطانين خاصة فتح الحكومة المصرية باب التسجيل للعمال الراغبين في ترك أعمالهم والمشاركة في الكفاح الوطني سارع نحو ٩١٥٧٢ عاملاً بتسجيل أسماؤهم في فترة وجيزة منذ ١٦ أكتوبر وحتى ٣٠ نوفمبر من عام ١٩٥١ كما أمتنع الموردين والمتعهدين من توريد المنتجات والبضائع من لحوم وخضروات للقوات الإنجليزية مما هدد معيشة نحو ٨٠ ألفاً من الجنود الإنجليز .
كانت كل تلك العوامل سبباً في إقدام الإنجليز على خطوة إستفزازية لإخضاع الحكومة المصرية لكن كان للقدر رأياً أخر حيث ستتحول تلك المحاولة إلى بطولة مضيئة في سجلات أبناء الوطن .
صباح الجمعة ٢٥ يناير موعد مع البطولة
إستدعى الجنرال الإنجليزي “إكسهام ” ظابط الإتصال المصري وسلمه إنذاراً يطالبه وكافة القوات المصرية بتسليم الأسلحة ومغادرة مبنى المحافظة والثكنات والعودة إلى القاهرة بزعم أنها مركز لإخفاء الفدائيين .
فيما رفضت القوات المصرية تلك الإنذارات حيث تواصل قائد الشرطة المصرية أنذاك اللواء أحمد رائف مع وزير الداخلية فؤاد باشا سراج الدين و أبلغه إصرار قواته على المقاومة فسمح لهم بالإشتباك وعليه فقد دارت معارك ضارية بين الجانبين حيث شنت القوات الإنجليزية هجوماً مدفعياً مكثف إستغرق ساعة كما قامت بقطع خطوط الكهرباء وخطوط أنابيب المياه ومع إنتهاء اليوم كانت القوات الإنجليزية قد حاصرت مبنى المحافظة ولكن القوات المصرية قد أظهرت بسالة منقطعة النظير حيث روى عدداً من الجنود والضباط الذين إشتركوا في تلك المعركة أن أحد الجنود الذين أصيبوا رفض أن يترك زملائه أسلحتهم حتى لا يتوقفوا عن القتال لحمله ونقله للعلاج كما كتب أخر بدماؤه “تحيا مصر” حيث إستشهد خلال تلك المعركة خمسين من قوات الشرطة المصرية .
ونتاجاً لتلك الأحداث إجتاحات المظاهرات شوارع القاهرة حيث إشترك الطلاب والمواطنين وقوات الشرطة في المظاهرات المناهضة لممارسات الحامية الإنجليزية ضد القوات المصرية في القنال.
مصطفى رفعت البطل الذي تحدى الجنرال فأكتسب إحترامه
ومن أبرز أبطال تلك المعركة هو اليوزباشي مصطفى رفعت
الذي جابه الجنرال الإنجليزي إكسهام بتحدي قائلاً ” لو فضلنا نحارب ٥٠ سنة مش هنستسلم” مما أثار إعجاب الجنرال إكسهام الذي أمر قواته بتقديم التحية العسكرية لليوزباشي رفعت مصطفى وقواته لما أظهروه من بسالة نادرة .


Loving the information on this internet site, you have done outstanding job on the articles.