الأم البطلة.. تضحية من أجل أطفالها في حادث ميكروباص ديروط

شهد مركز ديروط بمحافظة أسيوط امس، حادثًا مأساويًا عندما انقلب ميكروباص مكتظ بالركاب وسقط في ترعة الإبراهيمية حيث انزلقت سيارة ميكروباص مليئة بالركاب وانجرفت وغمرت في المياه الحادث الذي خلف الحزن والأسى، حمل بين تفاصيله قصة بطولية لأم ضحت بحياتها من أجل إنقاذ طفليها.

لحظات رعب داخل الميكروباص

بينما كان الركاب يحاولون النجاة بأي وسيلة ممكنة، كانت الأم تفكر فقط في سلامة طفليها الصغيرين. مع تسلل المياه إلى الميكروباص، اتخذت الأم قرارًا مصيريًا وسط حالة من الرعب والفوضى.

تضحية أم.. وحياة لأجل أطفالها

بإصرار وشجاعة لا توصف، فتحت الأم نافذة السيارة الغارقة وسط المياه، ورفعت طفليها واحدًا تلو الآخر وألقت بهما نحو الناس المتجمعة خارج الميكروباص، وهي تصرخ: “أنقذوا العيال!”. لم تفكر في نفسها ولو للحظة، وفضلت أن تبقى داخل السيارة لتنقذ ما هو أغلى لديها.

طفلان ناجيان وأم بطلة

نجح الأهالي في التقاط الطفلين، ليكونا الناجيين الوحيدين من الحادثة. أما الأم، فقد ودعت الحياة وسط المياه بعد أن ضمنت نجاة طفليها. آخر ما شوهد منها كان نظراتها الثابتة نحو طفليها، وكأنها توصي العالم برعايتهما.

الأهالي يروون قصة حادث ديروط

في ديروط، أصبحت قصة هذه الأم البطلة حديث الجميع. تجمع الناس بين الحزن والفخر، مؤكدين أن تضحية هذه الأم تمثل نموذجًا خالدًا لمعاني الأمومة الحقيقية، حادث ديروط لم يكن مجرد مأساة، بل درس عميق في التضحية والبسالة. أثبتت هذه الأم أن حب الأمومة يتجاوز كل حدود، حتى حدود الحياة والموت.

بين الألم والفقد، تظل قصة الأم البطلة في حادث ميكروباص ديروط رمزًا خالدًا للأمومة. ستتذكرها الأجيال كحكاية عن الحب غير المشروط والتضحية في أسمى معانيها.

حادثة سقوط سيارة ميكروباص في الترعة الإبراهيمية بديروط

البداية كانت السيارة رقم “6252 ي ص ج”، ميكروباص أجرة أسيوط، تحمل ركابًا من موقف سيارات ديروط استعدادًا للانطلاق نحو مدينة أسيوط. بعد أن استقل 11 راكبًا السيارة، كان السائق يقف بجوارها مناديًا “واحد أسيوط” لاستكمال عدد الركاب.

اللحظات الحرجة

فوجئ الركاب بتحرك السيارة فجأة إلى الخلف في اتجاه الترعة الإبراهيمية، دون وجود السائق بداخلها، انزلقت السيارة وسقطت في مياه الترعة الإبراهيمية، واختفت داخل المياه مع الركاب المتبقين، توافدت أعداد كبيرة من أهالي ديروط على موقع الحادث لمحاولة انتشال الركاب، إلا أن المحاولات باءت بالفشل بسبب عمق الترعة.

الإجراءات الرسمية والتعويضات

أعلن اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، عن صرف تعويضات مالية للمتضررين، 50 ألف جنيه لكل رب أسرة متوفى و 25 ألف جنيه لكل فرد من أفراد الأسرة المتوفين و 5 آلاف جنيه للمصابين.

جاء هذا القرار في إطار تقديم الدعم للأسر المتضررة من الحادث الأليم الذي وقع في نطاق مركز ديروط أمام موقف سيارات الأجرة.