نقيب المحامين: تطوير معهد المحاماة و بناء المحامي الشاب أولوية لن نحيد عنها
أكد نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب، عبدالحليم علام، أن معهد المحاماة يُمثل حجر الزاوية في بناء المحامي الشاب وتطوير شخصيته المهنية. وأوضح علام، خلال اجتماع مجلس النقابة الذي عُقد أمس السبت، أن غياب دور المعهد لفترات طويلة أو ضعفه في فترات أخرى أثّر بشكل كبير على صورة المحامين الجدد، سواء من حيث الثقافة القانونية أو السلوك المهني أو حتى المظهر العام.
وشدد علام على أهمية المعهد في إعداد أجيال جديدة من المحامين الذين يمتلكون المعرفة اللازمة والكفاءة المهنية، مشيرًا إلى أن العودة إلى دور المعهد الفعّال يمثل ضرورة لضمان جودة أداء المحامين الجدد وتطوير المهنة بشكل عام.
تحديات تطوير المعهد و الموارد المالية والرسوم للمحامين
أوضح النقيب أن تطوير معهد المحاماة يتطلب موارد مالية مناسبة، مشيرًا إلى أن الرسوم الدراسية التي أقرها مجلس النقابة ليست مرتفعة كما يزعم البعض. وأضاف أن الرسوم تُعتبر زهيدة مقارنة بما تتطلبه الدراسة في المؤسسات العلمية الجادة، سواء كانت حكومية أو خاصة، لا سيما في ظل ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية.
وأكد علام أن هذه الرسوم لا تمثل عقبة أمام المحامين الجدد الذين يمتلكون رغبة جادة في تعلم أصول المهنة وفنونها. وأشار إلى أن المجلس يسعى دائمًا إلى إزالة أي عقبات تواجه المحامين الجدد، لافتًا إلى أن النقابة لم تُلزم حتى الآن القيد بإتمام الدراسة في أكاديمية المحاماة، رغم وجود تشريع يسمح بذلك منذ عام 2019. كما أوضح أن المجلس يعمل حاليًا على تعديل القوانين لتأسيس الأكاديمية على أسس متينة تسهم في توفير تعليم قانوني متقدم.
هيكلة معهد المحاماة.. نخبة من الخبرات القانونية
كشف النقيب أن لجنة معهد المحاماة ستكون تحت إشرافه الشخصي، وستضم مجموعة متميزة من كبار المحامين وأساتذة القانون من مختلف كليات الحقوق. وأضاف أن النقابة تسعى أيضًا للتعاون مع معهد الدراسات القضائية لتطوير جودة الدراسة التطبيقية والأكاديمية.
وأكد علام أن اللجنة ستعمل على إعداد مناهج ومعايير دراسية تضمن جودة التعليم ومصداقيته، بما يسهم في تحقيق فائدة حقيقية للمحامين الجدد وتعزيز مكانة المحاماة كأحد ركائز العدالة في المجتمع.
مواكبة التطور التكنولوجي في مهنة المحامين
وشدد نقيب المحامين على ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم حاليًا، مشيرًا إلى أن النقابة تعمل على تطوير مناهج الدراسة في معهد المحاماة لتشمل توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات.
وأكد أن استخدام هذه التقنيات سيُسهم في تحسين أداء المحامين وتمكينهم من مواجهة التحديات الحديثة في مهنة المحاماة. وأشار إلى أن النقابة تهدف إلى تعزيز مهارات المحامين الجدد بما يواكب احتياجات سوق العمل ومتطلبات العدالة الحديثة.
رسالة النقابة و تطوير المحاماة والحفاظ على مكانتها
اختتم علام تصريحاته بالتأكيد على أن النقابة تُولي أهمية كبيرة لتطوير مهنة المحاماة والحفاظ على مكانتها، مشددًا على أن معهد المحاماة يُمثل جزءًا أساسيًا من هذه الجهود. وأكد أن النقابة لن تدخر جهدًا في توفير الإمكانيات التي تسهم في بناء أجيال جديدة من المحامين القادرين على ممارسة المهنة بكفاءة واقتدار، بما يحقق العدالة ويعزز سيادة القانون.