أخبار عاجلة

هشام جمال يكتب: نتنياهو بين المحاكمات ومحاولات الإفلات

يجد بنيامين نتنياهو نفسه في مواجهة أزمة معقدة تتداخل فيها مشاكله الشخصية مع الصراعات السياسية والحربية التي تعصف بإسرائيل، مما يعكس طبيعة التحديات التي تواجه زعماء اعتقدوا أن سلطتهم الحصينة قادرة على تجاوز العدالة.

اتهامات دولية والمحكمة الجنائية في الصورة

تضع المحكمة الجنائية الدولية نتنياهو في دائرة الاتهام بارتكاب جرائم حرب بسبب الانتهاكات في غزة ولبنان. على الرغم من أن إسرائيل ليست طرفًا في المحكمة، فإن هذه الاتهامات تمثل تهديدًا حقيقيًا له، مع إمكانية اعتقاله في حال دخوله دولًا تعترف بولايتها.

القضاء الإسرائيلي يضيق الخناق

في الداخل الإسرائيلي، يواجه نتنياهو مشهدًا قضائيًا معقدًا. المدعية العامة غالي باهاراف-ميارا رفضت تأجيل محاكمته رغم الأوضاع الأمنية، وطالبت بمراجعة اتفاق تضارب المصالح الذي يتيح له إدارة قرارات الحرب، مما يزيد من الشكوك حول استغلاله السلطة لأهداف شخصية.

 محاولات بائسة لطمس الجرائم

تسعى دول مثل فرنسا لتوفير حماية سياسية لنتنياهو، مستندة إلى تفسيرات مشكوك فيها للقانون الدولي. لكن هذه المحاولات تصطدم بواقع الجرائم المرتكبة والتي يصعب تجاهلها أو تبريرها.

العدالة في مواجهة السياسة ومستقبل غامض

يتساءل الكثيرون عما إذا كان نتنياهو سيستطيع الإفلات من قبضة العدالة كما فعل آخرون قبله، أم أن هذه القضية ستكون لحظة فارقة تعكس تحول ميزان العدالة الدولية تجاه محاسبة الجميع بلا استثناء.

العدالة على مفترق الطرق

يبدو أن قضية نتنياهو تمثل اختبارًا حاسمًا للنظام الدولي الحالي، الذي لطالما تغاضى عن محاسبة القادة السياسيين الأقوياء بدافع المصالح السياسية أو التحالفات الاستراتيجية. ومع تزايد الضغوط الشعبية ومنظمات حقوق الإنسان، تتجه الأنظار إلى مدى قدرة العدالة الدولية على كسر هذا النمط المهيمن. هل ستتمكن المؤسسات القضائية من فرض هيبتها، أم أن السياسة ستواصل تدخلها في طمس الحقائق؟

رمزية القضية ومستقبل النظام الدولي

محاكمة نتنياهو قد تكون بداية لتحول جذري في مفهوم العدالة الدولية، حيث تصبح المساءلة هي القاعدة وليست الاستثناء. فالقضية لا تتعلق فقط بشخص نتنياهو، بل تحمل رمزية أوسع تشير إلى صراع بين نظام دولي قديم يعتمد على القوة والنفوذ، وآخر ناشئ يسعى إلى تحقيق عدالة شاملة وعابرة للحدود. إذا نجحت العدالة في تجاوز العراقيل، فإن العالم قد يشهد نقلة نوعية نحو نظام أكثر إنصافًا للجميع.

هل ينتصر القانون؟

القضية تمثل اختبارًا حقيقيًا للنظام الدولي بين المصالح السياسية والعدالة الشاملة. التاريخ يُظهر أن العدالة قد تتأخر، لكنها دائمًا ما تجد طريقها لتحقيق الإنصاف، وربما تكون محاكمة نتنياهو بداية لحقبة جديدة من المحاسبة الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى