معظمهم أطفال.. كلب مسعور يُثير الذعر في أسيوط ويُصيب 16 شخصًا
في حادثة مروعة هزت مركز منفلوط بمحافظة أسيوط، أثار كلب مسعور حالة من الذعر بين الأهالي بعد أن هاجم 16 شخصًا، معظمهم أطفال، في مشهد أعاد للأذهان ضرورة التعامل مع ظاهرة انتشار الكلاب الضالة. الحادثة التي وقعت مساء السبت تسببت في استنفار الجهات الصحية والأمنية، وسط حالة من القلق بين الأهالي حول تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
تفاصيل الواقعة
بدأت الحادثة عندما تلقت الأجهزة الأمنية في أسيوط إخطارًا يفيد بوصول عدد من المصابين إلى مستشفى منفلوط المركزي، إثر تعرضهم لعقر كلب مسعور وأوضحت التحقيقات أنه كان يتجول كلب مسعور في مناطق مختلفة من مركز منفلوط، حيث هاجم الأطفال والكبار بشكل عشوائي.
بحسب التقرير الطبي، كانت الإصابات متفاوتة الخطورة التي أحدثها الكلب المسعور وشملت 16 شخصًا تتراوح أعمارهم بين سنتين و45 عامًا. من بين المصابين الأطفال أحمد (3 سنوات)، آدم (5 سنوات)، مكة (سنتين)، وحمزة (4 سنوات)، بالإضافة إلى آخرين تعرضوا لجروح نتيجة هجمات الكلب المسعور.
تحركات الأجهزة الأمنية
على الفور، وجه اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، بضرورة التعامل مع الحادثة واتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على الكلب الضال كما باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق لتحديد مصدر الكلب ومعرفة ما إذا كان هناك تهديدات أخرى في المنطقة.
التدخل الطبي والإجراءات الوقائية
صرح الدكتور أحمد سيد موسى، وكيل مديرية الصحة للشؤون الوقائية بأسيوط، أن جميع الحالات تلقت الإسعافات الأولية والعلاج المناسب في مستشفى منفلوط المركزي. وتم إعطاؤهم اللقاح الخاص بالسعار لتجنب مضاعفات المرض، الذي قد يكون قاتلًا إذا لم يُعالج بسرعة.
وأضاف الدكتور موسى أنه تم تحويل 8 حالات إلى مستشفى القوصية لاستكمال العلاج وأخذ المصل الواقي وأكد أن مديرية الصحة في أسيوط رفعت حالة الاستعداد في المستشفيات للتعامل مع أي حالات جديدة قد تظهر، مشيرًا إلى أهمية الالتزام بتلقي الجرعات الكاملة من اللقاح لضمان سلامة المصابين.
ردود فعل الأهالي ضد الكلب المسعور
الحادثة أثارت موجة من الغضب بين سكان مركز منفلوط، الذين عبروا عن استيائهم من تفاقم مشكلة الكلاب الضالة في المنطقة وأكد الأهالي أن هذه الحادثة ليست الأولى، حيث شهدت مناطق أخرى حوادث مشابهة بسبب انتشار ظاهرة الكلب المسعور، مما يعرض حياة الأطفال والمواطنين للخطر.
وطالب السكان السلطات المحلية بتكثيف جهودها للقضاء على الكلاب الضالة في المناطق السكنية، وتنظيم حملات وقائية شاملة لمنع انتشار السعار.
ظاهرة الكلاب الضالة في أسيوط
تعتبر مشكلة الكلاب الضالة واحدة من القضايا المزمنة في عدد من المحافظات المصرية، خاصة في المناطق الريفية. وتزداد خطورتها مع احتمال إصابة بعض هذه الحيوانات بالسعار، وهو مرض فيروسي قاتل ينتقل إلى الإنسان عن طريق العض أو الخدش.
ويشير خبراء الصحة العامة إلى ضرورة تبني برامج حكومية شاملة لمكافحة هذه الظاهرة، بما يشمل تنظيم حملات تطعيم دورية للحيوانات الأليفة والضالة، وزيادة الوعي لدى المواطنين بكيفية التعامل مع الحيوانات المشبوهة.
بينما يتلقى المصابون العلاج بسبب الكلاب المسعورة، تظل هذه الحادثة جرس إنذار للسلطات المحلية بشأن أهمية السيطرة على ظاهرة الكلاب الضالة، التي تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة. ويتطلب الأمر تنسيقًا بين الجهات الصحية والبيئية والبلدية لتنفيذ خطط مستدامة لحماية المواطنين، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.