أخبار عاجلة

قصة نجاح شركة باتا للأحذية

في مدينة أسيوط المصرية، تنتشر محال عديدة لبيع أحذية تحمل اسم “باتا للأحذية”، وهي علامة تجارية شهيرة عُرفت بجودة منتجاتها وتصاميمها البسيطة والأسعار المعقولة. لكن قليلين يعرفون قصة مؤسس هذه العلامة، توماس باتا، الذي صنع أحد أشهر أحذية العالم.

تأسيس شركة باتا وتاريخها

تأسست شركة باتا عام 1894 في قرية زلين بجنوب جمهورية التشيك على يد توماس باتا وأخويه، أنطونين وأنا. رغم بدايتها المتواضعة، استطاعت الشركة التغلب على صعوبات مالية كبيرة، حيث لجأ توماس لصناعة الأحذية من مواد أقل تكلفة مثل قماش الخيش إلى جانب الجلد. وفي عام 1904، كانت باتا من أوائل الشركات التي أدخلت الآلات البخارية في صناعة الأحذية، مما ساهم في تحولها إلى أحد أكبر منتجي الأحذية بالجملة في أوروبا.

انتشار باتا في مصر والعالم العربي

في عام 1930، دخلت أحذية باتا إلى السوق المصري بعد أن منح الملك فؤاد توماس باتا ترخيصًا بإنشاء مصنع في مصر. ولكن بعد ثورة يوليو 1952، جرى تأميم المصنع عام 1961 وانفصلت الشركة في مصر عن الشركة الأم. رغم ذلك، بقيت أحذية باتا تحمل نفس الاسم حتى اليوم. وبالمثل، افتتحت باتا مصنعًا كبيرًا في السودان في ستينيات القرن الماضي، لكنها تعرضت أيضًا للتأميم عام 1971.

تحديات وتطورات في ظل الحروب والأزمات الاقتصادية

شهدت باتا تطورًا كبيرًا خلال الحرب العالمية الأولى عندما ارتفع الطلب على الأحذية العسكرية، ما دفع بالشركة لزيادة أعداد العمال عشرة أضعاف. وفي فترة الكساد العالمي عقب الحرب، خفض توماس باتا أسعار الأحذية للنصف وقدم دعمًا لموظفيه من خلال تخفيض رواتبهم بنسبة 40% مقابل تزويدهم بالضروريات بسعر منخفض. كما أسس برنامجًا لمشاركة الأرباح، مما حول جميع العاملين إلى شركاء في نجاح الشركة.

استمرارية باتا وانتشارها في العالم العربي

رغم أن شركة باتا لم تعد مرتبطة مباشرة بالشركة الأم في عدة دول عربية، إلا أن علامتها التجارية لا تزال موجودة من خلال وكلاء توزيع محليين في لبنان، الأردن، الإمارات، السعودية، العراق، والمغرب. تجدر الإشارة إلى أن تباين مستوى جودة منتجات باتا بين الدول يعود إلى اختيارات الوكلاء المحليين.

باتا للأحذية رمزًا للريادة والصمود

تظل شركة باتا للأحذية رمزًا للريادة والصمود، بدءًا من قريتها الصغيرة في التشيك وصولاً إلى الأسواق العالمية، وتبقى مثالاً حيًا على كيفية التغلب على التحديات وتحقيق النجاح في صناعة الأحذية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى