صرخات مكتومة وآهات خافتة تُعانق شوارع أسيوط، تُطلقها أصوات المواطنين المُستضعفين الذين باتوا فريسة سهلة في قبضة مافيا سائقي التاكسي، الذين حولوا مهنة النقل إلى أداة جشع لا تعرف الرحمة، واستغلال فاضح لا يراعي الإنسانية. .
تُعرف مدينة أسيوط بتاريخها العريق وحضارتها العريقة، إلا أن هذه الظاهرة المقلقة تُلقي بظلالها القاتمة على واقع الحياة اليومية، وتُشكل جرحًا غائرًا في جسد هذه المدينة الجميلة, وقد تفاقمت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة، خاصة مع تزايد احتياجات الناس للتنقل وازدياد الطلب على سيارات الأجرة، ازدادت شكاوى المواطنين من استغلال وجشع سائقي التاكسي في أسيوط، مما أدى إلى شعور بعض السائقين بقدرة أكبر على التحكم في الأسعار حيث يلجأ العديد من السائقين إلى زيادة التعريفة بشكل عشوائي دون وجه حق، مستغلين حاجة الناس للتنقل ومحدودية وسائل المواصلات البديلة ، خاصة في ساعات الليل المتأخرة أو عند الطلبات الطارئة ويختارون الوجهات حسب مزاجهم الخاص ، دون مراعاة لحقوق ولظروف الركاب واحتياجاتهم..
فوضى عارمة وضبابية تامّة تسيطران على قطاع النقل في أسيوط، حيث يتحكم سائقو التاكسي بزمام الأمور، يفرضون شروطهم وقوانينهم الخاصة، متناسين تمامًا واجبهم في خدمة المواطنين ونقلهم بأمان وراحة.
فبدلاً من الالتزام بالتعرفة الرسمية، يتلاعبون بالأسعار كيفما يشاءون، ففي غمضة عين، تتحول رحلة قصيرة إلى مغامرة مالية مكلفة، ترهق كاهل المواطن البسيط، وتُثقل ميزانيته.
ويقع ضحايا هذا الاستغلال الفاضح في الغالب من محدودي الدخل والطلاب والنساء، الذين يضطرون لدفع مبالغ باهظة مقابل رحلة قصيرة، خوفًا من التعرض للمضايقات أو التهديدات.
لا رحمة ولا شفقة:
ولا تقتصر معاناة المواطنين على الأسعار المُبالغ فيها فحسب، بل تمتد لتشمل مُمارسات تعسفية أخرى، حيث يُجبر الركاب على الركوب في سيارات مزدحمة وغير مريحة، أو يُعرضون للرفض دون مبرر، تاركين إياهم في الشارع تحت رحمة الشمس الحارقة أو برد الشتاء القارس.
مُطالبات بوضع حد للفوضى:
يُطالب المواطنون بتشديد الرقابة على سائقي التاكسي وتطبيق عقوبات صارمة على المخالفين، كما يُطالبون بوضع آليات فعّالة لضمان التزام سائقي التاكسي بالتعريفة المحددة وتمنع استغلالهم.
أوجه الإستغلال والجشع
التحكم في التعريفة وفرض أسعار مبالغ فيها:
يُلاحظ العديد من المواطنين في أسيوط من عدم التزام سائقي التاكسي بالتعريفة الرسمية ، وارتفاعًا مبالغًا فيه في أسعار تعريفة التاكسي ، حيث يضطرون خاصة في أوقات الذروة أو عند ازدحام الطرق أوعند قلة سيارات الأجرة، إلى دفع مبالغ زائدة دون أي خيار آخر مقابل الحصول على وسيلة نقل, ويبرر بعض السائقين ذلك بارتفاع أسعار الوقود أو تكاليف التشغيل، بينما يرى البعض الآخر أنهم يستغلون حاجة الناس دون وجه حق.
رفض توصيل الركاب إلى وجهاتهم في بعض الأحيان، يرفض سائقي التاكسي توصيل الركاب إلى وجهتهم المحددة، خاصةً إذا كانت الوجهة بعيدة أو ذات الكثافة السكانية المنخفضة أو كانت غير مربحة , ويزعم هؤلاء السائقون أن المسافة بعيدة أو أن الطريق مزدحم، أو يطلبون من الركاب مبالغ إضافية مقابل توصيلهم.
يواجه بعض المواطنين صعوبة في إيجاد سائق تاكسي يوافق على إيصالهم إلى وجهتهم، ويضطرون في كثير من الأحيان إلى دفع مبالغ إضافية للحصول على هذه الخدمة.
تعامل غير اللائق
يعاني بعض الركاب من سلوكيات غير لائقة من قبل بعض سائقي التاكسي، مثل التحدث بصوت عالٍ أو الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة أو حتى التحرش اللفظي.
مخاطر على سلامة الركاب:
يُشكل سلوك بعض سائقي التاكسي المتهور خطرًا كبيرًا على سلامة الركاب، حيث يتجاوزون السرعة المحددة ويقودون بطريقة متهورة، مُعرضين حياة أنفسهم وحياة الركاب للخطر.
الحلول المقترحة:
على الرغم من الجهود المبذولة لمكافحة ظاهرة جشع سائقي التاكسي، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى حلول جذرية أكثر فاعلية، مثل:
تفعيل دور الرقابة على سائقي التاكسي: يجب على الجهات المعنية تكثيف حملات الرقابة على سائقي التاكسي للتأكد من التزامهم بالتعرفة الرسمية وعدم ممارستهم أي مخالفات أي سلوكيات استغلالية, وتطبيق العقوبات الصارمة على المخالفين.
نشر الوعي بين المواطنين
من المهم نشر التوعية بين المواطنين حول حقوقهم وكيفية التعامل مع سائقي التاكسي المخالفين، مثل رفض دفع مبالغ مُبالغ فيها والإبلاغ عن أي مخالفات ، وذلك من خلال الحملات الإعلامية والبرامج التثقيفية.
توفير بدائل للمواصلات
يجب العمل على توفير بدائل للمواصلات العامة، لتقليل الاعتماد على سيارات الأجرة والحد من قدرة سائقيها على استغلال المواطنين.
إنشاء تطبيق إلكتروني
يمكن إنشاء تطبيق إلكتروني لطلب وحجز سيارات الأجرة، يحدد تكلفة الرحلة مسبقًا ويُتيح للركاب تقييم سائقي التاكسي والإبلاغ عن أي مخالفات.
تفعيل خط ساخن لتلقي شكاوى المواطنين من سائقي التاكسي: يجب على وزارة النقل تفعيل خط ساخن لتلقي شكاوى المواطنين من سائقي التاكسي، على أن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين.
ضرورة تكاتف الجهود:
إنّ التصدي لظاهرة جشع سائقي التاكسي واستغلالهم للمواطنين يتطلب تكاتف الجهود من قبل جميع الجهات المعنية، بدءًا من المواطنين الذين يجب عليهم الإبلاغ عن أي مخالفات، مرورًا بالجهات الأمنية التي يجب عليها تكثيف الرقابة على سائقي التاكسي، وصولًا إلى الجهات الحكومية التي يجب عليها وضع آليات فعّالة لضمان التزام سائقي التاكسي بالتعريفة المحددة وتقديم خدمة جيدة للمواطنين, فمن حق كل مواطن الحصول على خدمة نقل آمنة وبأسعار عادلة، دون أن يتعرض للاغتصاب والاستغلال من قبل بعض ضعاف النفوس.
ونأمل أن تساهم الجهود المبذولة من قبل مختلف الجهات في القضاء على هذه الظاهرة ووضع حد لجشع سائقي التاكسي.
معًا نستطيع خلق بيئة نقل آمنة وعادلة تُحترم فيها حقوق الجميع، وتُنشر فيها ثقافة التعاون والاحترام.
2 تعليقات