الابتزاز الإلكتروني هو ظاهرة مُقلقة تُشكل خطرًا حقيقيًا على الأفراد والمجتمعات، في ظل تطور التكنولوجيا الرقمية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الابتزاز الإلكتروني من أبرز التهديدات التي تواجه الأفراد، ومن بين هذه الضحايا يوجد فئة تعاني بشكل خاص، وهم الفتيات.
في البداية، نودّ من أن نعرف معنى الابتزاز الإلكتروني؟ وتوضيح أشكاله ؟ وكيف يمكننا تمييزه عن أنواع الابتزاز الأخرى ؟
الابتزاز الإلكتروني هو جريمةٌ مُتطورةٌ تُرتكبُ باستخدام وسائل التواصل الإلكتروني، مثل الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، بهدف إجبار الضحية على القيام بفعلٍ ما أو الامتناع عن فعله، تحت تهديدٍ بنشر معلوماتٍ أو صورٍ أو فيديوهاتٍ خاصةٍ به، أو معلوماتٍ كاذبةٍ عنه، أو أيٍّ من الأمور التي قد تُلحقُ به الضررَ في سمعته أو حياته الشخصية أو المهنية.
أشكال الابتزاز:
1. التشهير الإلكتروني:
نشر معلومات مضللة أو غير صحيحة عن الشخص أو المؤسسة بهدف التشويه والإساءة لسمعتهم.
2. الابتزاز المالي:
المطالبة بمبالغ مالية مقابل عدم نشر معلومات خاصة أو سرية عن الفرد أو المؤسسة.
3. سرقة الهوية:
استخدام معلومات شخصية مسروقة لابتزاز الأفراد أو المؤسسات.
4. الابتزاز الجنسي:
التهديد بنشر صور أو مقاطع فيديو خاصة بالفرد بهدف الابتزاز أو الاستفزاز.
5. التهديد بالقرصنة الإلكترونية:
تهديد بشن هجمات سيبرانية على الأفراد أو المؤسسات ما لم يتم تلبية مطالب المبتز.
لذلك يُمكن تمييز الابتزاز الإلكتروني عن أنواع الابتزاز الأخرى من خلال عنصر التكنولوجيا، حيث يتم استخدام الإنترنت أو وسائل الاتصالات الإلكترونية الأخرى لتنفيذ التهديد.
ما هي أنواع المعلومات التي غالباً ما يتم استخدامها في الابتزاز الإلكتروني؟
من جانبه يوضح حامد: تُستخدم العديد من أنواع المعلومات في الابتزاز الإلكتروني، تشمل:
الصور والفيديوهات خاصةً تلك ذات الطابع الشخصي أو الحميم.
المحادثات والرسائل خاصةً تلك التي تحتوي على محتوى حساس أو مُحرج.
المعلومات الشخصية مثل بيانات بطاقة الائتمان أو العنوان أو رقم الهاتف.
السجلات السرية مثل السجلات الطبية أو السجلات المالية.
ما هي دوافع الابتزاز الإلكتروني؟
تختلف دوافع الابتزاز الإلكتروني، وتعتبر الرغبة في السيطرة والانتقام والحصول على المكاسب المالية من أبرز الدوافع وراء هذه الجريمة وتشمل:
الحصول على مكاسب مالية من خلال مطالبة الضحية بدفع مبالغ مالية مقابل عدم نشر المعلومات المسروقة.
الاستغلال الجنسي من خلال إجبار الضحية على ممارسة الجنس أو تقديم خدمات جنسية مقابل عدم نشر المعلومات المسروقة.
الإضرار بالسمعة من خلال نشر معلومات مغلوطة أو مسيئة عن الضحية.
الثأر من خلال الانتقام من الضحية بسبب خلاف سابق.
ما هي المخاطر التي يتعرض لها ضحية الابتزاز الإلكتروني؟
هذا وقد قال حامد: أن ضحية الابتزاز الإلكتروني تتعرض للعديد من المخاطر، بل هناك العديد من الآثار النفسية والاجتماعية بالابتزاز الإلكتروني، بما في ذلك الشعور بالعار والإحباط وفقدان الثقة بالنفس وتشمل:
الآثار النفسية:
قد تعاني الضحية من القلق والاكتئاب والتوتر والخوف من المستقبل، وقد تصل إلى حد التفكير في الانتحار.
الآثار الاجتماعية:
قد تفقد الضحية علاقاتها الاجتماعية وتتعرض للتنمر والنبذ من المجتمع.
الآثار المالية:
قد تُجبر الضحية على دفع مبالغ مالية كبيرة للمبتز، مما قد يؤدي إلى إفلاسها.
التأثير على السمعة
قد تُصبح الضحية ضحية للتنمر والابتزاز من قبل الآخرين، وقد تفقد وظيفتها أو فرصها في التعليم أو العمل.
ما هي النصائح التي تقدمها للأفراد لحماية أنفسهم من الابتزاز الإلكتروني؟
الحذر في مشاركة المعلومات الشخصية على الإنترنت: لا تُشارك معلوماتك الشخصية مع أي شخص لا تعرفه أو لا تثق به.
استخدام كلمات مرور قوية: استخدم كلمات مرور قوية وفريدة من نوعها لكل حساب من حساباتك الإلكترونية.
الحذر من الرسائل الإلكترونية والبريد العشوائي المشبوهة: لا تُفتح أي رسائل إلكترونية أو بريد عشوائي مشبوه، ولا تُنقر على أي روابط مشبوهة.
تثبيت برامج مكافحة الفيروسات وبرامج التجسس: تأكد من تثبيت برامج مكافحة الفيروسات وبرامج التجسس على جهازك وتحديثها بانتظام.
عدم إرسال صورك أو فيديوهاتك الخاصة إلى أي شخص: لا تُرسل صورك أو فيديوهاتك الخاصة إلى أي شخص لا تثق به.
طلب المساعدة في حال تعرضك للابتزاز الإلكتروني.
ما هي الخطوات التي يجب على ضحية الابتزاز اتباعها؟
أنصح ضحية الابتزاز الإلكتروني باتباع الخطوات التالية:
1- عدم الاستسلام للمبتز:
يجب على الضحايا عدم الاستسلام أو دفع أي مبالغ مالية للمبتز، فهذا سيشجعه على الاستمرار في الابتزاز.
2- تقديم بلاغ للسلطات القانونية:
يجب على الضحايا تقديم بلاغ للشرطة أو الجهات القانونية المختصة للبدء في التحقيق وملاحقة المبتز وإبلاغ الشرطة عن تعرضك للابتزاز الإلكتروني هو أفضل طريقة لحماية نفسك من المبتز.
3- جمع وحفظ الأدلة:
يجب على الضحايا جمع الأدلة الرقمية مثل الرسائل الإلكترونية، والمكالمات، والصور، والفيديوهات التي تثبت حدوث الابتزاز.
4- التعاون مع مقدمي الخدمات الرقمية:
يمكن لمقدمي الخدمات الرقمية مساعدة الضحايا في تتبع مصدر الابتزاز وتقديم الدعم الفني لحماية حساباتهم.
5- استشارة محامي:
ينصح بالتعاون مع محامي متخصص في القانون الرقمي لتقديم المشورة القانونية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحماية حقوق الضحايا.
6- طلب الدعم النفسي:
تحدث إلى أخصائي نفسي لمساعدتك على التعامل مع الآثار النفسية للابتزاز الإلكتروني.
ما هي القوانين التي تجرم الابتزاز الإلكتروني ؟
أكد الدكتور حامد بأن القوانين التي تجرم الابتزاز الإلكتروني تختلف من بلد إلى آخر. في بلدنا، يُعد الابتزاز الإلكتروني جريمة ويُعاقب عليها بالسجن وغرامات مالية حسب درجة الخطورة والتداعيات.
ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه الأفراد والمؤسسات في مواجهة الابتزاز الإلكتروني من الناحية القانونية؟
حيث إجاب: بسبب الطبيعة المتغيرة والمعقدة للتكنولوجيا المستخدمة في هذه الهجمات نجد العديد من التحديات لمواجهة الابتزاز الإلكتروني ومنها :
1- تحديات التشريعات والتطبيق القانوني:
• صعوبة في تعريف الجريمة وتحديد المسؤولية القانونية.
• الفجوات في التشريعات القانونية لمواجهة التهديدات الرقمية.
• التحديات في جمع الأدلة الرقمية وتقديمها في المحاكم.
2- تحديات التحقيق الرقمي:
• صعوبة تتبع الجرائم الإلكترونية عبر الحدود الوطنية.
• صعوبة تتبع المجرمين وتحديد المسؤولية القانونية.
• تعقيدات التحقيق في البيئة الرقمية المتغيرة بسرعة.
• نقص الموارد البشرية والتقنية في الأجهزة القضائية والإنفاذ.
هل يمكنك تقديم بعض الحلول المقترحة لمكافحة الابتزاز الإلكتروني؟
يتطلب مكافحة الابتزاز الالكتروني جهوداً متكاملة من القانونيين والمجتمع الدولي لوضع إطار قانوني فعال وتنفيذه بفاعلية ، نذكر بعض الحلول منها :
1- تحسين التشريعات القانونية: يتطلب مكافحة الابتزاز الالكتروني تحسين و تحديث التشريعات القانونية لتوفير إطار قانوني فعال ومحدث يتناسب مع التطورات التكنولوجية ، بالإضافة إلى تشديد العقوبات على الابتزاز الإلكتروني وتطبيقها بشكل صارم.
2- تعزيز التعاون الدولي: يجب تعزيز التعاون القانوني والتقني بين الدول لمواجهة الابتزاز الإلكتروني عبر الحدود ، بما في ذلك تبادل المعلومات والخبرات والتعاون في التحقيقات وتسليم المجرمين.
3- تعزيز الوعي القانوني والتثقيف: يجب تعزيز الوعي القانوني والتثقيف بشأن خطر الابتزاز الإلكتروني وطرق الوقاية منه، سواءً على مستوى الأفراد أو المؤسسات، من خلال الاتي :
• الاستفادة من الحملات التوعوية والبرامج التثقيفية في توفير الوعي بالتهديدات الرقمية وتعزيز القدرات على التصدي لها .
• توفير التدريب المناسب للقضاة والمحققين لتعزيز فهمهم للتحديات القانونية الفريدة التي تطرحها الجرائم الإلكترونية.
فمن خلال التعاون الدولي وتحسين التشريعات وزيادة الوعي القانوني، يمكن تقليل تأثير الابتزاز الإلكتروني وحماية الأفراد والمؤسسات في عصر الاتصالات الرقمية.
ما هي رسالتك للجمهور حول هذه الظاهرة الخطيرة؟
هذا وقد إضاف الخبير القانوني في الجرائم الإلكترونية أود أن أوجه رسالة للجمهور مفادها أن الابتزاز وخاصة الالكتروني ظاهرة خطيرة لا يجب الاستهانة بها .
في الختام : من خلال هذا الحوار، تظهر ظاهرة الابتزاز الإلكتروني بأنها تحدي خطير يواجه المجتمع الرقمي في العصر الحالي يتطلب مكافحته تعاونًا دوليًا وجهودًا مشتركة من الحكومات والشرطة والمؤسسات الخاصة وندرك أهمية التصدي لهذه الظاهرة من جميع الجوانب، سواء القانونية أو التقنية أو الاجتماعية وتعاون الأفراد والمؤسسات مع الجهات المختصة وتبني استراتيجيات وقائية قوية وتوعية المجتمع بأهمية الحماية الرقمية والابتعاد عن الممارسات الغير أمنة على الإنترنت.يمكن أن يساهم في تقليل تأثير هذه الظاهرة وحماية المجتمع.