اللثة… كلمة قليلة الأحرف كبيرة الدور فلا يخطر على بال أحد أن التهاب اللثة قد يكون سببًا في يوم من الأيام في إصابة شخص بمرض السرطان أو أن يكون سببا في تهديد حياته، ورغم أن الحفاظ عليها وحمايتها أمر بسيط إلا أن عاداتنا الخاطئة وتهاوننا في الحفاظ عليها ومعلوماتنا المغلوطة في التعامل مع صحة الفم وخاصة اللثة صار سلاحًا بتارًا في تهديد صحتنا.
الدكتور علي سيد، مدرس بكلية طب الأسنان جامعة أسيوط، يبدأ أولى حلقات سلسلة صحة الفم واللثة مع بوابة “الموطن” ليقدم للقراء روشتة تعامل صحية لحماية اللثة والفم بشكل عام وتصحيح معلومات ومفاهيم مغلوطة عبر سلسلة حوارات نقدم لقرائنا الجزء الأول منها عبر السطور التالية.
بداية هل لنا في نبذة عن اللثة وأهميتها؟
اللثة هي النسيج الممسك بالأسنان محيط بالأسنان وتحته عظام الفك وهي من الأشياء المهمة جدًا بالنسبة لصحة الفم والأسنان والصحة العامة للإنسان عامة وليس فقط صحة الفم والأسنان
إذا كان بالفم بؤر بكتيرية أو تجمعات أو التهابات عنيفة أو صديد يمكن أن يؤثر على الصحة العامة للإنسان وخاصة لو الشخص لديه مشاكل بالقلب أو الصمامات فيحدث أحيانا تسريب للبكتيريا فتصل للقلب من الممكن أن تهدد حياته.
من أين تنطلق شرارة مشكلات التهاب اللثة والأسنان بشكل عام؟
موضوع التهابات اللثة وعدوى الأسنان وخراريخ الأسنان ليست من الأمور التي من المفترض أن يعتبرها الشخص سهلة أو بسيطة ويهملها ولا يهتم بها، والمشكلة دائما تبدأ في الأساس من معلومة مغلوطة الإنسان يعتقد في صحتها وهناك تصرفات عند بعض الناس إما أنه لايستخدم الفرشاة أصلا وإما أنه يستخدمها على فترات متباعدة إما يستخدمها بطريقة خاطئة وهذا يسبب مشاكل في اللثة مع الوقت تتحول لالتهاب، والتهاب اللثة ليس فيروسي ولكنه بكتيري
وكيف لي أن أعرف أني مصاب بالتهاب في اللثة؟
هذا الالتهاب يكون له أعراض مثلا “اللثة تجيب دم من أي لمسة” أو أن اللثة تكون حساسة مع “السخن مع الساقع مع الهواء” أو خروج دم من اللثة بمجرد لمسها بفرشاة الأسنان فتؤلمه فيخشى لمسها ويقول “أن عورت اللثة”، وهذا طبعا غير صحيح لأن خروج دم من اللثة لأنها ملتهبة فالأوعية الدموية الخاصة بها تكون هشة بسبب الالتهاب وليس لأن هذا الشيئ الطبيعي
لماذا يحدث التهاب اللثة؟
لأسباب عدة منها عدم استخدام الفرشاة فيحدث تراكم لـ “البلاك” وهو طبقة بيضاء تشبه المعجون تحتوى على بكتيريا واللعاب الخاص بالإنسان فيتحولون مع الوقت لطبقة بيضاء لزجة تحتوي على مستعمرات البكتيريا وهذه البكتيريا تنتج أحماضا وهذه الأحماض تسبب التهاب اللثة ومع الوقت تسبب تآكل اللثة وتآكل عظم الفك أيضا، كما أن البلاك مع الوقت لو تم تركه وعدم تنطيفه جيدًا يتحول إلى جير وهو مادة صلبة تشبه الحجر الجيري ليس معجون سهل إزالته.
وما هي وسائل الوقاية والحفاظ على صحة الفم وعدم حدوث التهاب اللثة؟
لابد من استخدام الفرشاة والمعجون مرتين في اليوم على الأقل في الصباح وقبل النوم ونضغط على اللثة نفسها والأسنان واللسان وكل مكان داخل الفم حتى نزيل من عليه طبقة البلاك “يمكن اللسان حالته أسهل شوية لأن اللسان بيتحرك باستمرار فعنده القدرة على تنظيف نفسه” لكن اللثة لا تتحرك فلو لم تقم بتنظيفها ستظل كما هي ويتراكم عليها البلاك، ولابد من استخدام الفرشاة على الأقل مرتين في اليوم وليس أقل من ذلك لأن البلاك يتكون في خلال الفترة من 12 إلى 18 ساعة يُعاد تكوينه من اللعاب الموجود في الفم طبيعي والبكتيريا الموجودة في الفم طبيعي”
“فإذا استخدمت الفرشاة مرة واحدة قبل مرور اليوم فيُعاد تكوينه “متلحقش اللثة تتعافى من الالتهاب” فتظل اللثة ملتهبة دائما ومع الوقت الالتهاب يتحول إلى التهاب مزمن ممكن ألا يسبب ألمًا شديدًا ولكنه موجود ومستمر في أن يسبب تآكل في اللثة “لحد مع الوقت تلاقي الأسنان بتتلخلخ واللثة انحسرت والجذور ظهرت”.
ـ ما هي أشد وأصعب حالات التهاب اللثة؟
الحالة التي تحدثت عنها آنقا التي يبدأ فيها حدوث “لخلخة في الأسنان وانحسار في اللثة وظهور لجذور الأسنان”، هذه للأسف تكون حالة صعبة وهي من أسوأ الحالات التي يمكن أن يواجهها طبيب الأسنان كحالة أريد علاجها حالة التهاب اللثة وعظم الفك المحيط بالأسنان.
وحينما يصل أيضا إلى درجة من “الخلخة” وهي ما يقال عنها المرحلة الثالثة وهذه الحالة لها تصنيفات مرحلة أولى مرحلة ثانية مرحلة ثالثة والمرحلة الثالثة من “لخلخة الأسنان” النوع الثالث تكون الأسنان تتحرك رأسيا وأفقيا وهذه الحالة للأسف ليس لها أي علاج لدينا حاليا فعال غير خلع الأسنان.
وبعد الخلع يكون هناك بدائل للأسنان في حالة إذا لم يكن لدى الشخص مرض عام آخر يمنعه من عمل عملية مثل زرع عظم الفك فمن الممكن عمل زرع للفك ببدائل العظم ثم عمل تركيبة على حسب إن كان سيصلح عمل زرع أسنان عليها أو لا يصلح فيتم عمل مثلا تركيبة متحركة.
وأخطر شيئ في الأسنان هو التهابات اللثة التي تؤدي إلى تآكل اللثة والأسنان وعظام الفك، عكس التسوس التسوس فعلاجاته متعددة وهناك تنوع فيها ويوجد خيارات واحتمالات وبدائل لكن تآكل اللثة فلا فالموضوع صعب ومحدود.
هل تآكل اللثة يؤدي إلى تآكل الأسنان؟
تآكل اللثة لا يؤدي إلى تآكل الأسنان ولكن يؤدي إلى سقوط الأسنان سليمة حتى لو ليست متآكلة وهذه أسوأ من التسوس فلو هناك تسوس واللثة سليمة والعظم سليم نستطيع عمل حشو أيا كان نوعه سواء عادي أو عصب أو دعامات فهناك عدة حلول ولكن من الأساس لها “اتلخلخت” فهذا صعب علاجه وليس لها حل سوى الخلع.
هل التهاب اللثة هو المرض الوحيد الذي يهاجم اللثة؟
هناك أمراض أخرى للثة ولكن تكون بندرة نوعا ما فمثلا هناك أمراض جسمانية لها أعراض على اللثة تسبب تآكلها أو تلتهب بسهولة أو تتلخلخ بسبب أمراض فيروسية كلها أمراض لها دخل بالفم والأسنان لكن السبب الرئيسي والأساسي الذي لدى أغلب الناس هو الالتهاب وهو التهاب بكتيري وليس فيروسي والسبب هو الاهمال في استخدام الفرشاة والمعجون أو الاستخدام الخاطئ لها فلا تضغط على اللثة فلا تزيل البلاك ولا تنشط الدورة الدموية للثة فحركة الفرشاة على اللثة تنظفها من البلاك وتنشط الدوة الدموية لها.
فمن أقصى مكان نستطيع الوصول إليه في اللثة من أعلى وأسفل علينا إخراج البلاك من أسفله كما أنه يجب تظيف الأسنان من الخارج والداخل وخاصة الأسنان السفلية فهي عرضة لتكوين البلاك أكثر من أي مكان فعلى قدر الإمكان نضغط على اللثة من الداخل أيضا لكي نزيل منها البلاك.
فهناك اللثة المحيطة بالسن يكون حوالي مل أو نصف مل “فري يعني مش لازق في السنة” وهذا يلتصق أسفل منه البلاك فلو لم يتم إخراجه سيظل ملتصق طوال الوقت فأي مكان داخل الفم لابد من تنظيفة بالفرشاة والمعجون
ـ هل تؤدي نزلات البرد والانفلونزا إلى التهاب اللثة؟
هي لا تلعب الدو الرئيسي ولكن معنى وجود نزلات برد أن المناعة حاليا ضعيفة فهذا يسهل من حدوث التهاب لو هناك بلاك ويزيد من حدة الالتهاب إذا كان موجود أصلا من البداية ولكنها لسيت السبب الأساسي فليس معنى الإصابة بالبرد حدوث التهاب اللثة فلو لم يكن هناك “بلاك” وأصبت بالبرد فلن تلتهب اللثة ولكن لو هناك بلاك وأصبت ببرد والمناعة ضعيفة فلن يكون هناك قدرة لدى اللثة على احتواء العدوى أو الالتهاب فيزيد الالتهاب أو يحدث شعور بألم لم يكن يشعر به مسبقا.
ـ هل التدخين بشتى أنواعه له تأثير سلبي على اللثة؟
بالفعل للتدخين تأثير سلبي على اللثة فهو يساعد على الالتهاب المزمن، والأسوأ من ذلك أنه عامل من العوامل المهيئة لحدوث سرطانات الفم واللسان وهذا أسوأ شيئ، هو لايلعب دورًا في التسوس لكن يساعد على التهاب اللثة وعامل من العوامل المهيئة لو هناك استعداد جيني أو عوامل أخرى من الممكن حدوث سرطانات داخل الفم بسبب التدخين فهو يلعب دورين دور مباشر أنه يؤثر على اللثة ويساعد على تآكلها بصورة مباشرة كما أنه يُضعف قوة الجسم أصلا ومناعته العامة التي تساعد على تجديد الخلايا التالفة فبذلك تصعب مقاومة الجسم لأي التهاب بما فيهم التهاب اللثة طبعا.
ـ وماذا عن نظافة أسنان الأطفال وهل هم أيضا معرضون لالتهاب اللثة؟
أي طفل عنده أسنان يمكن استخدام الفرشاة والمعجون له وهناك أنواع معجون أسنان مخصصة للأطفال بطعم الفراولة وعدة أطعم مختلقة ولو بلعها لن تسبب له أضرارا صحية فهي مخصصة لهذا السبب أنه في حالة بلعه لا يضره “وطعمه حلو وريحته مقبولة”.
فالأطفال أيضا معرضون لالتهاب اللثة من بداية خروج أسنان سيكون هناك قابلية لتكوين البلاك والتصاقه ما بين الأسنان واللثة فمنذ بداية خروج سن واحد فيكون وارد حدوث تسوس أو التهاب في اللثة وأريت أطفالا في سن ثلاث وأربع سنوات لثتهم ملتهبة جدًا لأنه يكون هناك عوامل جينية تلعب دورا في لزوجة اللعاب تساعد البلاك أسرع لدى أشخاص أسرع من أشخاص آخرين فإذا كانت لزوجة اللعاب “أكتر شوية” في الشخص أو الطفل فسيتكون عنده بلاك وجير بسهولة ولذلك لابد من تعليم الطفل استخدام الفرشاة.
بينما في حالة صغر سنه تتولي الأم مهمة تنظيف لثته وأسنانه مرتين في اليوم وبعدما يكبر يبدأ في التعود على تنظيف أسنانه بمفرده ونستخدم معه معاجين الأسنان الخاصة بالأطفال التي لو ابتلعها لا تسبب له أضرارا صحية وهو مصمم لهذا السبب أنه لو ابتلعه لا يضره.
ـ شخص لديه ضعف مناعة بسبب مرض أو تناول أدوية ولكنه محافظ على صحة الفم فهل يكون عرضة لالتهاب اللثة؟
لا فلو لم يكن هناك عامل داخلي بالفم سيكون تعرضه لالتهاب اللثة محدود جدًا أقصى شيئ مثلا أي شيئ جرح اللثة سيحدث تقرح يشفى مع الوقت أو التقرحات التي تحدث بسبب التوتر والعامل النفسي وهذه التقرحات غير معلوم سببها لدى بعض الناس “بس الناس اللي بتحصلهم بتحلهم على مدار حياتهم” على حسب الضغط النفسي
وما هو الفرق بين التهاب اللثة وتقرحات اللثة؟
التهاب اللثة غالبا سببه بكتيري أما التقرحات سببها غير معروف وحتى في كتب الطب المشتركة ما بين الباطنة والأسنان ولدينا بمعنى تقرح غير معروف السبب ويكون لونها أحمر حولها دائرة بيضاء ومؤلمة جدا وتسبب “حرقان” وألمها يكون مثلا مع المياه مع الهواء وهكذا، وهذه غير معلوم سببها ولكن يُقال أن سببها ضعف مناعة أو نقص فيتامينات معينة بالجسم ومعادن والسبب الأساسي الذي يرجحه أغلب الناس هو الضغط النفسي والتوتر وذلك سواء في تخصصات الباطنة أو الأسنان.
ـ هل الصدمات النفسية تؤدي إلى التهاب اللثة؟
العامل النفسي يلعب دورا في التهاب اللثة في أن تطول مدته ولكنه ليس هو الذي يبدأ التهاب اللثة ولكن الذي يسبب التهاب اللثة “البلاك” أو الجير وفي حالة تنظيف الأسنان منهم لو كانت المناعة ضعيفة سوف تستغرق وقتا في شفاء اللثة
هل التهاب اللثة يمكن أن نطلق عليه عدوى؟
ـ أي التهاب يعتبر عدوى داخلية وليس بالضروروة أن يكون عدوى من شخص آخر وهي كائن حي مثل البكتيريا يسبب التهاب، ولكن هناك العدوى المنتقلة وهي التي انتقلت من طرف لطرف ون داخل الجسم نفسه أو من جسم آخر أو من إنسان لحيوان أو من إنسان لحيوان أما العدوى نفسها هي التهاب حدث بسبب البكتيريا أو الفيروسات
2 تعليقات