على دقات طبول مسحراتي ديروط الكفيف.. «عم ناجح»: يسحر الناس يومياً دون مقابل وينتظر رمضان من العام للعام (تفاصيل)
تعتبر مهنة المسحراتي، من المهن المشهورة في مصر، وبالتحديد في شهر رمضان المبارك، هذا وأنه في خلال شهر رمضان فقط، يظهر المسحراتي حاملًا بين يديه طبلته، ليتجول بها في كل شارع وحارة لإيقاظ النائمين، ولتنبيهم للاستيقاظ وتناول وجبة السحور، ذلك بأجر يدفعه له الصائمون كلما مر من أمام منزلهم لإيقاظهم، مما جعل عدسة المصور الدكتور محمد جمال تلتف حوله وتظهر ابداع عم ناجح وكراماته.
مهنة المسحراتي
هذا وأنه رغم اندثار هذه المهنة، وبخاصة بعد تطور التكنولوجيا الحديثة، فقد أصبح الناس لا ينامون في ليالي رمضان، وإذا فعلوا، قام المنبه أو الهاتف المحمول بإقاظهم، لكن وعلى الرغم من ذلك فهناك بعض القرى المصرية مازالت متمسكة بعادتها وتقاليدها حتى يومنا هذا، ومن هذه القرى، قرية عواجة التابعة لمركز ديروط في محافظة أسيوط.
فلم تغير هذه القرية أيًا من عادتها في شهر رمضان المعظم، وظلت متمسكة بوجود مسحراتي يجوب كافة إرجاء القرية لإقاظهم يوميًا، وطوال شهر رمضان، لكي يتناولوا وجبة السحور.
فقد تعود أهالي قرية عواجة على وجود الحاج ناجح عبد الباقي، والذي يبلغ من العمر 60 عامًا، ويقوم بمهنة المسحراتي منذ أكثر من 20 عامًا، فقد ألفه الصغير قبل الكبير، حيث يعتبر عبد الباقي من ضمن الفلكلور المتعارف عليه في شهر رمضان، وبالتحديد في فترة السحور.
لا يمكن أن يمر على أهل القرية رمضان بدون سماع صوت طبلة الحاج ناجح عبد الباقي، حيث يخرج الحاج ناجح ليقوم بمهنته من الساعة 12 بعد منتصف الليل إلى الساعة 4 فجرًا، ويصاحبه في جولته حفيده والذي يسانده في المشي، وعلى الرغم من معرفة الحاج ناجح كافة إرجاء قريته إلا أنه يقوم بأصطحاب حفيده معه نظرًا لفقده نظره منذ زمن بعيد.
بداياته كمسحراتي
بدأ العم ناجح العمل في مهنة المسحراتي منذ نعومة أظافره، ولم يتواني عن العمل في هذه المهنة حتى بعد فقدان بصره، فبسبب حبه لهذه المهنة وحبه لقريته وأهلها، حفظ عبد الباقي الشوارع والبيوت، فأصبح يسير بين شوارعها بعينين مظلمتين دون الإهتمام بأي شيء.
أدواته الشهيرة
تعتبر أدوات الحاج ناجح عبد الباقي بسيطة للغاية، فكان يستخدم في البداية أداه بسيطة للغاية من المعدن، يضرب عليها بالعصا لكي تحدث صوتًا يعمل على إيقاظ الناس، بعد ذلك قام باستخدام طبلة صغيرة.
مساعدات الأهالي
مؤخرًا قام أهالي قرية عواجة بجمع المال، لشراء النوبة” الطبلة الصغيرة” للحاج ناجح لكي تسهل عليه مهنته النبيله والتي يمارسها منذ زمن بعيد.
يُذكر بإن الحاج ناجح عبد الباقي قد فقد بصره منذ أن كان عمره 10 أعوام، هذا وأن فقده لبصره لم يمنعه من أن يعمل ما يحب وهو إيقاظ الصائمين للسحور في رمضان، وذلك بدون أي أجر.
13 تعليقات