تقارير

الألعاب الالكترونية .. عالم افتراضي تحول إلي إدمان

الامهات “تلهي” أطفالهم بالهواتف..والنتيجة عنف وتوحد
المتخصصون”الاجهزة الإلكترونية تقتل الابداع لدي الطفل “
اخصائي نفسي .. “العلاج يكمن في تنظيم الوقت وإيجاد البديل المناسب”

أنتجت لنا التكنولوجيا الحديثة الهواتف النقالة والايباد وغيرها ،والتي أحدثت تغييرا جذريا في حياة الاطفال بما فيها من الألعاب الالكترونية البرامج والتطبيقات التفاعلية الحديثة، الامر الذي ساعد علي مزيد من الانطوائية والعزله والتسبب ببعض الامراض النفسية نتيجة إدمان الاطفال عليها بعيدًا عن متابعة ومراقبة الاهل لهم،فكيف يتعامل أولياء الامور مع الأجهزه الإلكترونية التي في أيدي اطفالهم ؟وما رأي المتخصصيين فى تلك الممارسات ؟وما الطريقة المثلي لتعامل الطفل مع التكنولوجيا من وجهه نظرهم؟التحقيق التالي يحاول الإجابه علي هذه التساؤلات..
آراء أولياء الأمور.

و يوضح هشام احمد – ولي أمر ثلاثة من الأبناء،”ان اقتناء الاجهزه الالكترونية المتطورة مثل الايباد والهواتف والاجهزه اللوحية المتنوعه الآخري من قبل الأبناء أصبحت من الامور الواجب تلبيتها لهم،خاصة وأن مقتضيات ومتطلبات العصر تستوجب تعرضهم لمثل تلك التكنولوجيا الحديثة لحاجتهم لها في التعليم والدارسة واللهو علي الألعاب الالكترونية وغيرها”

الألعاب الالكترونية
الألعاب الالكترونية

وتقول شيماء همام أم لطفلين – بدأ الأمر قمت بإعطائه الهاتف من أجل إلهائه ﻷقوم بما ورائي من مهام وفجأة وجدته تعود عليه وعلي الألعاب وبعدما أكمل أربع سنوات أصابه الإدمان وأصبحت لا استطع الإمساك بهاتفي أمامه لان هذا يؤدي إلي تعصبه ،والصراخ بشكل قوي وعنيف ،مما يؤثر علي أعصابه والآن نعاني من تأخره في الكلام والفهم ﻷن عقله تبرمج علي الهاتف وما به من ألعاب وأصبحت إرادته الدائمه الإمساك به طوال اليوم ولما وجدنا تأخره في الكلام زاد عن حده عرضناه علي طبيب أعصاب فقال لنا أن تأثير الهاتف الألعاب الالكترونية هي السبب في ذلك..ده علي عكس أخيه الاصغر منه سنا يتكلم بسهولة وافصح منه”.

وتقول آيه عابد – تعمل الألعاب الالكترونية علي التوحد للأطفال فبنتي كانت ستصاب بحالة توحد ولكن تعافت بحمد الله،فطفلتي لم تكن تنتبه للأحداث حولها وقدرة استيعابها لما يجري في الواقع ضعيفة لدرجه حتي عندما كنا نقم بندائها كان ردها يأتي يشكل متأخر”

الألعاب الالكترونية
الألعاب الالكترونية

تقول فاطمه الزهراء عنتر- لا أسمح ﻷطفالي بقضاء أكثر من ساعتين في اليوم أمام الشاشة ،وأبقي دائما أجهزة التلفزيون والكمبيوتر خارج غرفتهم،إلا أنه وللأسف الشديد فقد باتت الهواتف المحموله والأجهزة اللوحية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ،وفي واقعنا الحالي أصبح إستخدامها في عمر مبكر جدا” لافته إلي انها كلما ذهبت لزيارة جارتها تلاحظ إنها تترك إبنها أمام شاشة التلفاز مع ألعاب الغيديو لساعات طويلة جدا متعللة بإنها لا ترغب بالإزعاج الذي يسببه لها حتي أصبحت عيناه تعانيان من الإحمرا الشديد.

وتحالفهم في الرأي ياسمين أحمد ام لاربعه اطفال قائلة – إن الألعاب الألكترونية كان لها علي أطفالي إيجابيات وسلبيات أحيانا تفيدهم في حياتهم يتحسن النمو الجسدي لهم والعقلي والأنفعالي فهي تشغل أوقات فراغهم التي لديهم،فهي لها مميزات وفوائد فبعض الألعاب تنمي ذكائهم وسرعة تفكيرهم كالألغاز لأنها تزيد من قدرتهم فتعجل عندهم خيال واسع علي التفكير والتطور في العلم والتكنولوجيا وأيضا نشاط بدني وحركي ولكن من ناحية أخري كان لها أضرار وسلبيات عليهم فبعضها نمت لديهم العنف والعدوانية ومن كثرة اللعب بهذه الألعاب جعلتهم ينعزلون لإشباع رغباتهم في اللعب كما زادت لديهم الأنانية”

الألعاب الالكترونية
الألعاب الالكترونية

وتذكر إيمان عاطف ام لطفلة – تعلم الطفل بعض الأشياء المفيدة وليس الكل ولكن سلبياته أكثر اولا تعمل علي ضعف النظر والتوحد والتأخر في الكلام ﻷنه يتعلم يسمع دون نقاش لما هو موجه إليه،ومن أخطر ما في هذه الألعاب لعبة bad boys ،حيث هذه اللعبة عبارة عن أطفال تقوم بسلوكيات خاطئة ومن المؤكد أن الأطفال يحبون التقليد فيتعلمون هذه السلوكيات الخاطئة” وتضف أن الأكثر ضررا للطفل عند للعب ما يظهر له من فيديوهات إعلانية لا تتعلق باللعبه تسمي فيديوهات +18 لذلك هي أكثر سلبية.

وتقول زينب إبراهيم ام ثلاثة أطفال – الألعاب الإلكترونية تعمل علي إضعاف النظر نظرا لطول فترة التعرض لضوء الأجهزة من محمول وكمبيوتر ولاب توب وبلاستيشن،وأيضا إكساب الطفل أسلوب العنف والقسوة في الألعاب التي تحتوي علي ضرب ومشاهد حادة،وإيجابيا إكساب الطفل مستوي ذكاء مثل البازل والشطرنج والمكعبات المكونة للصور والأرقام والاسئله العامة التي تشاع بشكل كبير في ارتفاع مستوي ذكاء الطفل ،وأن الطفل يقوم بتمثيل ما يراه في الالعاب ويقلده دون وعي مثل محاولو قتل أسرته بالمسدس والسكين كما يتم في بعض الالعاب”.

أم محمد -ام اربعه من الاطفال – في أعمار ومراحل دراسية مختلفة تقول”الأطفال والمراهقين شغوفون جدا بمتابعة كل ما هو جديد في صرعات الأجهزة اللوحية والذكية والرقمية تجتذبهم إليها ما يرافقتها وما يمكن أن يستخدم فيها من ألعاب حديثة يتم الترويج لها بمختلف وسائل الاعلام ،وتجد مقابل ذلك إن معظم أولياء الامور يسعون إلي تلبية تطلعاتهم في تلك الأجهزة من دون أن تكون هناك لديهم خطط مسبقة لكيفية إختبار الألعاب التي من الممكن أن يتدوالها الطفل والمراهق في مثل تلك الأجهزة.”

وقالت ام تغريد -أم لخمسه من الاطفال – يري كثير من الآباء والأمهات أن في هذه الأجهزة والألعاب الألكترونية فوائد كبيرة،حيث إن هناك من يري أنها تحد من خروج الأطفال إلي خارج البيت،وأنها بمثابه تعويض منهم لعدم الخروج بأطفالهم إلي خارج المنزل ،نظرا لان لديهم ارتباطات أو مشاغل لا يستطيعون معها تلبية احتياجات أطفالهم ،مضيفة أن العديد من الأطفال لا يدركون مدي خطورة هذة الأجهزة والألعاب الالكترونية .

وأضافت أن المسئولية في ذلك تبقي علس الأباء والامهات،موضحة ان هناك آمهات للاسف من يري أن هذة الألعاب ما ينمي قدرات الطفل العقليه،اذا انها تعد أكثر ضررا علي الابداع وعلي عقول الاطفال والمراهقين ،خصوصا انهم يبقون لساعات طويله امامها واذهانهم مشدوده إلي جانب ما تسببه من آثار سلبيه أخري عليهم نتيجة احتواء كثير منهم علي مشاهدة مرعبه ومضامين سلبية.”

واكدت ساره رجب-معلمة وام لاربعه ابناء – علي أن كثير من الالعاب الألكترونية تساعد علي تنمية الذكاء والمهارات الذهنيه مضيفه أن التقنية الحديثة تعلم الأطفال كيفية التعامل مع المخترعات الجديدة وتجعلهم أكثر إصرارا علي تحقيق النجاح والتعامل مع تلك الالات والاجهزة والالعاب بإحترافية عالية،كما انها تساعد علي انشغال اوقات الفراغ والاطلاع علي الافكار والمعلومات الجديدة،الي جانب توفيرها قدرا جيدا من للهو والترويج عن النفس”.

آراء المتخصصين

يوضح الدكتور حسن عطية – بكليه الآداب قسم الفلسفة أنه بالنسبة للاطفال تقتل الإلعاب الالكترونية لديهم الإبداع يستسهلون الحصول علي معلومة وتعمل علي التكاسل وتسبب للشباب البطالة وأن السيدات هم السبب الأكبر في تفشي هذة الظاهرة ،وعلي الاسرة تحسين الطفل علي القراءة وتحديد وقت معين للالعاب بعد الانتهاء من دراسته.

وتؤكد مروة محمد اختصاصية نفسية – بأن الرقابة الأبوية علي إستخدام الأبناء للآيباد والأجهزة الإلكترونية ضرورة حتمية بحيث يتم تحديد عدد الساعات والبرامج التي يسمح لهم بمشاهدتها.

وتري دكتوره ايمان عباس – بكليه الآداب قسم علم الاجتماع :بأن الأطفال جزء من حياتنا تأثير أي شئ علينا يأثر علي الأطفال ،أنهم يعملمون علي التقليد الأعمي والمحاكاه في عملية التنشئة الاجتماعية واكدت أن غياب الحوار الاسري الراقي مع الأبناء سبب كبير لإنصرافهم إلي الأجهزة الإلكترونية.

وأشار إلي أن معظم الحوارات الأسرية يغلب عليها كلمات تعطي انطباعا سيئا لدي الطفل ،مضيفة أن الاسر في مجتمعنا تنقسم إلي ثلاثة أقسام هي الأسرة الديمقراطية التي تترك الطفل يفعل ما يشاء،والمتسلطة التي تجبر علي الإنتهاء من واجباته ثم يتفرغ للأشياء الأخري،ثم الأسرة الجاهلة غير الملمة بمعطيات المجتمع.

وضح الدكتور أحمد البهنساوي – بكلية الآداب قسم علم النفس:أن التأثيرات السلبية لأنشغال الأبناء بالأجهزة الإلكترونية تتمثل في التأثيرات الصحية علي الأعصاب والعين وضعف التحصيل الدراسي وانعكاساته علي المستوي التعليمي ،والتأتأه وعدم الأهتمام بمشاعر الآخرين،والعدوانية في السلوك اتجاه اخواته وزملائه،فضلا عن ضعف الارتباط الديني.

ويقول أنه يجب علي الام أن تغلق الأنترنت وتسحب من أطفالهم الهواتف والألعاب الإلكترونية فور الآذان لتقويهم علي احترام الصلاة لكي لا ينشأوا علي اللامبالاة وأشار أن لابد من تفعيل قراءة القصص قبل النوم للأطفال .

توضح أسماء عبدالرءوف – إخصائية تخاطب:أن أغلب الأطفال الان يستخدمون اللاب توب أو الموبايل أو التابلت بشكل مبالغ فيه قد يصل إلي طوال اليوم ومع الأسف لا ينتبه أولياء الأمور إلي أضرار الكتثير في تلك الوسائل علي ذيادة تركيز الطفل وتنميه قدراته ،فيحب تقليل وتحجيم فترة إستخدام طفلك للتكنولوجيا واستبدلهما بألعاب التي تساعد علي التفكير والتميز بين الأشكال والألوان أو الذهاب إلي النادي لكي يلعب مع الأطفال أو أخواته.

ويري مدحت النحار إخصائي نفسية وعصبية – أن العلاج من الإدمان علي الإجهزة الذكية المسببة لمرض الإكتئاب لدي الاطفال ليس مستحيلا،إذا يمكن أن يتحقق من خلال التعاون بين مختلف المؤسسات الإجتماعية مثل المنزل،المدرسة،ووسائل الاعلام في ضبط أوقات الأطفال وإيجاد البديل المناسب ،مشيرا إلي ضرورة حرص الأسرة علي تنظيم الأوقات بصورة إيجابية ،وبخاصة في أيام الأجازات ،إضافة إلي أهمية التركيز علي نشر الوعي اللازم يبين مخاطر ومضار المكوث الطويل أمام الشاشات صحيا وفكريا وإجتماعيا.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. That is very attention-grabbing, You are an excessively skilled blogger. I’ve joined your feed and look forward to seeking extra of your magnificent post. Also, I have shared your site in my social networks!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى