“الأمير سنان” بين التقليدية والعصرية.. تعرف على أهم المساجد التاريخية بديروط
كتب: إسراء طنطاوي
يظل التاريخ يُشهدنا على ما لم نراه بأعيننا ، يحفر لعقود من الزمن ملامحه على كل حجر من أحجار القلاع،الحصون ودور العباده يُطلعنا على أحداث من العصور القديمة والوسطى ومازال التاريخ الحديث يترك بصمته ،ومن هنا يمكننا التحدث عن أهم الأماكن المقدسة الإسلامية والذي يعتبر حلقة وصل بين العصر القديم والحديث وهو مسجد “الأمير سنان” بديروط.
يُعد مسجد “الأمير سنان” المشيد في مركز ديروط التابع لمحافظة أسيوط بصعيد مصر ،من أعتق المساجد الموجود في وقتنا هذا،ويحمل طابعاً تاريخياً ،اذ يرجع تاريخ بناءه إلى أكثر من ثلاث قرون ونصف.
يُذكر أن سمي المسجد بهذا الاسم نسبة إلى الأمير سنان ابن ضرار أو “الجاويش” الذي جاء من صعيد مصر وبالتحديد آسنا،وكان قائداً لبعض الجيوش التي تحارب وتقاوم المماليك والأتراك حين ذاك ،حتى استقر في مركز ديروط التابع لمحافظة أسيوط بالتحديد في ديروط الشريف بمنطقةالمستريح ،قام” الأمير سنان “ببناء المسجد عام1114 ه الموافق 1702م.
أقيم المسجد على مساحة 1300 متر مربع أي نحو 7 قراريط ،يعلو المسجد قبة صنفت من أكبر قباب المساجد ف العالم ، كما صممت نوافذه والمحراب على الطراز الإسلامي الفريد واتسمت حوائطه بالزخرفة الإسلامية.
ومع مرور الأيام كان يتم ترميم المسجد من حين إلى آخر بمساعدة الأهالي وبدعم من وزارة الأوقاف حتى عام2015 ،حيث تم إعتماد قرار إحلال وتجديد المسجد بالجهود الذاتية،حيث تكفل أحد أبناء القرية الكرام والذي يدعى “محمد أحمد سيد غزلي” بحوالي 14 مليون جنيهاً لصالح تعمير المسجد ،معرباً عن سعادته بهذا العمل الذي اعتبره تجارة مع ربه موضحاً أنها أمنيته منذ أن ادرك نفسه على هذة الدنيا أن يبني لله مسجداً ولم يكتفى بهذا القدر فقد قام بوضع الشكل الهندسي بصفته مهندساً مدنيا،كما قام بوضع تصور للتصاميم والنقوش والزخارف الإسلامية التي زينت الحوائط وكل ركن من أركان هذة المنارة الإسلامية.
تشكلت بعد ذلك لجنة للإشراف على أعمال الانتهاء من التشطيب، تحت إشراف وزارة الأوقاف وبمساعده الأهالي وأهل الخير، حتى تم إفتتاح المسجد في الرابع من ديسمبر 2020 بتكلفة بلغت 15 مليون جنيهاً مصرياً.
وصف المسجد بعد الإحلال والتجديد
تتسع هذه التحفه المعمارية المقامة على 1300متر مربع، حسب تصميمها إلى ما يقرب من 2000 مصلي ،تعلوها قبة، تعتبر من أكبر القباب في هذا الوقت، يطغي عليها اللون الذهبي الامع ،محاطة بآيات قرآنية مزخرفة بالخط الإسلامي العريق ،يتضمن المسجد على مصلي للرجال مرفق بدورات مياه وسخانات مجهزة.
كما يتضمن أيضًا مصلى النساء في الدور العلوي ومرفوق أيضاً بكمالياته بسعة تقترب من ال300 متر مربع ،حيث يقع مدخل باب النساء في جهة اليسار من المسجد ،ونجد عند الدخول من البوابة الرئيسية من جهة اليسار مكتبة المسجد ومكتب الإمام الذي يستوعب عدد كبير من المقاعد التي تخص لجنة المصالحات حتى تستقبل أطراف النزاع إذا تمت هناك مصالحة،بينما من الجهة الغربية نجد مدخلاً آخر ذو بابين ،ثم يأتي بعد ذلك صحن المسجد والمحراب الذي يتوسط هذا البناء ذو المكانة الرفيعة، أتسمت المداخل والجدران إلى النوافذ بروعة التصميم الحديث للطراز الإسلامي وبالتفاصيل الزخرفية المزهلة ،حيث جمع المسجد بين العناصر التقليدية الإسلامية والتصميمات الحديثة والعصرية،وبالخارج يحيط به ساحة كبيرة تستوعب صلوات الجنائز والأعياد .
علاوة على ذلك فقد أفتتح المسجد في الرابعة من ديسمبر سنة 2020 بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف،اللواء عصام سعد محافظ أسيوط ،اللواء أسعد الذكير مساعد وزير الداخلية، ومدير أمن أسيوط ،العميد أركان حرب إيهاب مبروك مساعد قائد المنطقة الجنوبية ،الدكتور عصام قبيصى وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط ،المهندس محمود النجار رئيس مركز ومدينة ديروط ولفيف من أعضاء مجلسى الشعب والشيوخ إضافة إلى القيادات التنفيذية والآمنية بالمحافظة وبعض من أهالي ديروط الشريف، وتم نقل صلاة الجمعة على الهواء مباشرة بالقناة الأولى والتلفزيون المصري ،وخلال الأفتتاح أوضح اللواء عصام سعد أن “الأمير سنان ” كان ضمن خطة وزارة الأوقاف لأفتتاح 7 مساجد في نفس اليوم بمحافظة أسيوط”.
كما يستحوذ المسجد على مكانة كبيرة لدى أبناء القرية لما له من قيمة تاريخية عريقة ،حيث يمثل منارة إسلامية تساهم في نشر الفكر الإسلامي وترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة في الأذهان ،يتوافدوا عليه يومياً لأداء الخمس صلاوات،بروحاً وقلباً معلق به ،وعند قدوم شهر رمضان المبارك تمتلئ أروقة الجامع وصحنه وساحته بمئات المصلين من رجال ونساء وأطفال وسط أجواء روحانية عالية وفي حالة كبيره من الخشوع لله يجتمعوا سوياً ليظهر لنا جمال وروعة تجمعات شهر البركات والنفحات، بينما عند قدوم صلاة الأعياد لا يسع المسجد ولا ساحته عدد المصلين ويصطف المصلين لمسافات بعيده عنه ويرجع ذلك إلى حرص عدد كبير من الأهالي على التجمع والصلاة به،وعقب إنتهاء صلاة العيد تظهر معالم الفرح والسرور بين الأطفال والنساء فالبعض يشارك التهاني والبعض الآخر يلتقط الصور التذكارية ،لهذا سيظل “الأمير سنان” على مر العصور أحد أهم المعالم الدينية المترسخة في عقول أبناء القرية .
من الجدير بالذكر ففي السادس من أكتوبر الجاري 2023 نشر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عبر صفتحته الرسمية على “فيسبوك” بياناً أوضح فيه حصول المسجد على شهادة الاعتماد وضمان الجودة من الفئة(أ).
I have been checking out some of your articles and i can claim pretty good stuff. I will make sure to bookmark your website.
Wow! Thank you! I continually needed to write on my blog something like that. Can I implement a fragment of your post to my site?
Great line up. We will be linking to this great article on our site. Keep up the good writing.