ضحية الزواج أون لاين : «دفعت 3 الآف جنيه لصفحة واتنصب عليا» و «الموطن» تحاور مدير مكتب زواج
أستاذ علم الإجتماع: الزواج «أون لاين» زواج مزيف وليس حقيقي
هناك عشرات الآلاف من المواقع الإلكترونية ومجموعات التواصل الإجتماعي تعلن عن خدماتها الزوجية رغم أن هذا ليس بالأمر الجديد حيث بدأت مكاتب الزواج منذ سنوات وجاء تحت شعار «الزواج أون لاين »، قديمًا كانت الخاطبة تقوم بهذه المهمة وذلك نظرًا لعدم خروج بعض الفتيات من البيت أو تجاوزهن سن الزواج فتبدأ الأم المصرية باللجوء إلى الخاطبة وذلك للبحث عن عريس مناسب لابنتها وكانت الزيجات تتم في إطار عائلي فبعد أن تعرض الخاطبة مواصفات الفتاة للشاب يقوم بزيارة بيتها ومقابلة والديها وإذا حدث القبول بعد ذلك تتم الزيجة.
الزواج « أون لاين »
ولكن مع التطور التكنولوجي وارتفاع سن العنوسة بين الشباب والبنات، تستغل مواقع التواصل الإجتماعي هذا الوضع الانتقال من مهنة المخاطبين، وترك الشباب يجدون أنفسهم في فخ الزيجات الوهمية.
وفي السياق ذاته أثيرت القضية في حلقة من المسلسل التلفزيوني المصري «10 وش»، عندما أنشأت العصابة صفحة زواج وهمية على مواقع التواصل الإجتماعي واستأجرت فيلا لاستضافة العريس فيها، على أساس أن كانت العروس ابنة الطبقة العليا، لذلك يمكنه أن يطالب العريس بمطالب باهظة، ويسقط في الفخ شاب في الأربعينيات من عمره، قضى حياته كلها في العمل في الخليج لتوفير المال، وعندما يتغلب على نفسه يجد أن سيارة الزفاف قد اختفت، فالتفت إلى تلك الصفحة وسقط في فخ العصابة، وتم الاستيلاء على ماله وذهبه، وأغلقت الصفحة وهواتفهم، وألغي عقد إيجار الفيلا، وغادر بعدهم.
ضحايا تروي لـ«الموطن» تجاربها مع الزواج أون لاين
تقول «أسماء، أ»، قصتها مع إحدى مكاتب الزواج الأون لاين بأسيوط لـ «الموطن»، قائلة: «لدي خمس بنات أكبرهما تجاوزت الـ 35 عامًا ولم تتزوج حتي الآن، رغم أنها فتاة جميلة وخريجة حقوق ولا يوجد بها ما يؤخر زواجها، كل بنات العائلة من سنها أو أصغرهم تزوجوا وأصبحوا أمهات، وفي كل مناسبة تجمعني بالعائلة يسألني الجميع لماذا لم تتزوج «بنتك» لحد دلوقتي؟.
وأضافت: «بدأ البعض من خالاتها يقنعني أنه معمول لها عمل أو سحر بوقف الحال وعدم الزواج، لذا بدأت بالبحث عن الشيوخ ولم انتهي من طلباتهم حتى أرهقت ولم يتغير حال ابنتي وباقي بناتي فقدوا الأمل، كلما أتى لها عريس لم تكتمل الزيجة، وفي يوم كنت أتحدث مع جارتي اقنعتني أن ألجأ إلى أحد مواقع علي الانترنت للزواج، وأنها تقرأ في التعليقات عن تجارب ناجحة، وبالفعل دخلت على الموقع وبدأت في إرسال طلباتهم صورة بطاقة البنت وعمرها ومواصفاتها وعملها وسنها، وما هي مواصفات العريس الذي أريده؟، ورقم الهاتف ليحدثني عليه أحد أعضاء الموقع».
واستكملت بعد مرور ساعات قليلة وجدت رقم يحدثني واستمعت لطلباتي مرة أخرى، وطلبت ارسال ألفين جنيه على خدمة كاش، وبعد أن تجد العريس بالمواصفات المطلوبة أرسل لها ألف جنيه أخرى، وبالفعل بعد أسبوع كلمتني وقالت أنها وجدت شاب لديه 35 عامًا ويعمل في الخارج وعجبته مواصفات ابنتي وصورتها، ويريد التعرف عليها حتى يعود إلى مصر بعد عيد الفطر ليتمم إجراءات الزواج إذا حدث توافق بينهما.
نهاية الزواج «أون لاين» بلوك
وتابعت خلال حديثها لـ«الموطن»، أنه من هنا بدأ التعارف بينهم والذي دام لمدة شهور يتحدثون عبر الانترنت وحين بدأت الفتاة الإعجاب به والشعور بالراحة معه حين تكون ذاهبة للعمل أو مع أصحابها يطلب منها أن ترسل له صورها، وظل يهتم بها ويعلقها به و اتفقا على كل ما يخص زواجهما، وقبل موعد نزوله مصر بيومين أغلق حسابه، ولم تعرف عنه أي شيء وحين لجأت للمكتب مرة أخرى قالت ليس لنا علاقة وصلنا لك طلبك وأغلقت الهاتف وقامت بعمل «بلوك» وإغلاق الصحفه الخاص بها.
الزواج علي الإنترنت أولها زواج وأخرها طلاق
وقال أحمد عبد المنعم، أحدي ضحايا الزواج «أون لاين»، لـ«الموطن»، «أنا تزوجت عن طريق برنامج الفيس بوك علي موقع التواصل الإجتماعي، إلا انه لم يدم طويلًا لان هذا الحب أو الزواج ولد ميتًا و بعد شهر من الزواج انتهى لوجود تناقضات وخلافات أخلاقية وطبقية وغيرها بيني وبين زوجتي أو «زوجة الفيس بوك» لذلك أنصح الشباب الابتعاد عن هذا السلوك غير الحضاري وغير الأخلاقي الذي يعتمد المراسلة التكنولوجيا في الزواج»
«جوزني شكرًا»
وبجانبها، تم التواصل مع إحدي المكاتب الزواج الأون لاين، حيث أوضحت مدير مكتب «جوزنى شكرًا»، لـ«الموطن»، أن إنشاء الصفحه من البداية كانت فكرة عادية جدا أنا متجوزة من طريقة الانترنت لما زاد نسبة العنوسة قولت أجرب أساعد بنات وشباب بلدي بالمعروف وكله بما يرضي الله وفي منتهى السرية التامة.
وتابعت موضحة: «أنا باخد المعلومات وصورة البنت أو الولد ولو توافق مثلا عروسة مع عريس بيتواصل مع بعض وتحت نظر العائلة طبعا، مشيرة لو في حالة التوافق بناخد عمولة التوافق وهي ربح رمزي من مبالغ وطبعا بيختلف من كل عائلة وعائلة ممكن مثلا توصل الربح بتاعنا 5000 جنية أحيانا 1000 وأحيانا مفيش وهكذا»
وأشارت إلي «ان يكون هناك اختفاء أو عمل بلوك دا في حالة واحد فقط أن قمنا بتعارف العريس علي العروسة تحت نظر العائلة لحد هنا كمكتب زواج ليس لنا علاقة سوا العريس قام بفسخ الخطوبة أو استكملها».
«العنوسة مش سبب للزواج أون لاين»
ومن جانبه قالت الدكتورة سهير صفوت أستاذ علم الاجتماع، كلية التربية جامعة عين شمس، إن الظروف الاقتصادية وخاصة ارتفاع الدولار والأسعار والأجهزة الكهربائية وغيرها والمبالغة في طلبات الزواج من المهر والقائمة ومصاريف الفرح كاملة، أدت إلى ارتفاع سن العنوسة في مصر بنات وشباب بشكل ملحوظ، لذا يلجأ البعض إلى هذه المواقع الإلكترونية كوسيلة لإيجاد الزوج أو الزوجة المناسب، ولكنهم يجدون أنفسهم يقعون في فخ زيجات مزيفة وعمليات نصب.
ماسك يتدخل في تصاعد الأزمة: هدف إيران القضاء على إسرائيل
وأضافت الدكتورة سهير صفوت، أن هذه المواقع لم تشكل خطورتها الوقوع في عمليات النصب فحسب، ولكن الأخطر الأكبر على الفتيات لأنهم قد يلقين بأنفسهن في شبكات منافية للآداب، ويستغل بعض الشباب صورهم وبياناتهم الشخصية ويبتزهن بها فيما بعد، مؤكدًا على أن اللجوء لهذه المواقع ليس وسيلة للزواج بل بداية خطر على مستقبلهن.
الزواج مسئولية وليست لعبة ترفيهه
وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أن الزواج هو مسؤولية كبرى وبداية حياة ويجب أن تؤسس على بناء سليم وأكثر أهمية، والزواج «الأون لاين» هو زواج مزيف حيث يظل الطرفين يظهران محاسنهم للآخر، ولم يتمكنوا من معرفة بعضهم جيدًا والتعرف على طباعهم، وربما يكون الرجل متزوجا ولم يخبرها وكذلك الفتاة التي ربما تجده وسيلة سهلة للثراء وبعد أن تحصد منه ما تريد تطلب الطلاق أو تهرب قبل إتمام الزواج.
وتابعت قائلة: في الزواج له شروط هو البحث عن الأصل، وتوافق المستوى الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى التفاهم، حيث قال تعالى «هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ»، أي يجب توافق صفات الطرفين لبناء بيت وحياة يسودها المودة والرحمة.
قانوني يوضح صحة الزواج علي الأنترنت من الناحية القانونية
حذر فؤاد احمد فرمان المحامي والخبير القانوني، من التعامل مع مثل هذه المواقع غير الآمنة حيث يمكن أن تقع الفتيات فريسة للاستغلال والابتزاز، كما حدز الخبير القانوني، من خطورة الحصول على نسخة من البطاقة متضمنة البيانات التي تحتويها، والتي يمكن استخدامها للوصول إلى المزيد من البيانات والمعلومات الخاصة، أو اختراق الحسابات البريدية والمصرفية، لديه أيضًا إمكانية الوصول إلى الأسرار المستخدمة كوسيلة للابتزاز.
خبير نفسي: زواج الإنترنت وسيله للترفيه وليس زواج حقيقي
وقالت بسمة محمود المعالج النفسي، ان هذه المواقع والصفحات الخاصة بالسوشيال ميديا هدفها فقط الربح، حتي المجانية منها تعتمد علي عدد المشاركين في الحصول علي المال من مواقع أخري شهيرة كجوجل أو فيس بوك او يوتيوب، كما أن حتي في حال ما إذا كان يوجد رجل جاد وتمت الزيجة فعليا فان ثقافتنا وعادتنا وتقاليدنا ستجعله لن يحترمها لانها عرضت نفسها على الناس حتى لو بغرض الزواج.
وحذرت الشباب والفتيات المتابعين لهذه المواقع لان هدفهم الاول و الأخير هو الجنس لان المجتمع لا يصرح له بذلك لكنه يوهم الفتاة بالزواج كمدخل ليفعل ما يريده بعدها، وقد يكون من بين الاهداف أيضًا التسلية وتضييع الوقت او النصب والابتزاز او حتي الزواج العرفي
جروبات الزواج «أون لاين» ممارسة نصب وابتزاز
وحذرت أيضًا الفتيات من دخول هذه الجروبات غير الموثوق بها وأن البطاقة الشخصية ستسبب العديد من المشكلات سواء التشهير أو النصب ويكون المشاركين نصابين يمارسون عليك الابتزاز ماديًا أو جنسيًا.